كلما كان الدكتور جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات يبعث بتقرير الي الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، والدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء السابق، والرقابة الادارية، يكشف قضية فساد أو اقلها اهدار للمال العام، كنت اشفق عليه، ويزداد اشفاقي عندما يحين موعد مناقشة الحساب الختامي للدولة، لأني كنت اتوقع ان يقف في المقابل العبقري »الباشمهندس« احمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة ليقول أي كلام، لينتهي الحوار بالتصفيق من حزب الاغلبية للعبقري، وتنزل عبارة »النهاية« اكثر من خمس مرات! دون الامساك بأي من الفاسدين لان الجميع في نظر الاغلبية ابرياء، والجهاز مفتر. وقالوا لا شبهة فساد عندما قدم الجهاز تقريره عن احتكار الحديد والاسمنت، وان جراج رمسيس الذي بنيناه وتحملت الموازنة مئات الملايين من الجنيهات لانشائه، ثم هدمناه، لا مشكلة! لاننا دولة فلوسها كتيرة، ومش مهم ان الفقراء جدا يقدر عددهم بربع سكان المعمورة.. وعندما حذر الجهاز من استخدام المبيدات المسرطنة في انتاج طعامنا، قالوا تعدادنا 58 مليون نسمة والحكومة مش عارفة تنظم الاسرة، واختصارا للطريق استوردوا القمح غير المطابق للمواصفات.. وكلها »موتة«. ويقدم الجهاز تقارير الفساد متمثلة في عقود بيع اراضي المدن الجديدة، وللاسف كلها دخلت الادراج.. واستفاد الفاسدون لأن هناك من بأيديهم القرار والكلمة، ساعد علي ذلك تلك الثقوب في قانون جهاز المحاسبات، مثالا علي ذلك حرمانه من سلطة الضبطية القضائية، وعدم تمتعه بالاستقلالية الكاملة اسوة بالقضاء، وحرمانه من ادوات تفعيل قراراته ساعة ضبط الجرائم، دون تنويمها.. وهنا تظهر الحاجة الملحة لاعلان تقاريره ونشرها اسوة بفرنسا حتي يتكشف! الفساد أول بأول. العنصر الثاني نجده في تطبيق قانون الذمة المالية الذي يلتزم كل موظف صغير أو كبير أو عضو مجلس شعب بتقديمه، وينص القانون علي عقوبة الحبس ولكن هل سمعنا عن احد تم حبسه؟ اما الشق الثاني من العقوبة فهي الغرامة المالية التي تتراوح بين 02 و005 جنيه، وفي اسوأ الحالات ألف جنيه. والأكثر سوءاً ان هناك جهات علي رأسها ريشة وليس من حق احد ولا يستجري ان يطلب منها بيانا أو رقما بدعوي انها سرية!! وبعد الكشف عن هذا الكم من الفساد في اعقاب ثورة 52 يناير اصبح من الواجب اعادة النظر في تشريعات الاجهزة الرقابية، للتأكد من عدم تداخل الاختصاصات ولو تطلب ذلك تعديلا تشريعيا ودستوريا لسد ما بها من ثغرات. هل نسمع عن تدخل جراحي قريبا؟ سقطة عمار: رسالةالي عمار الشريعي الذي كان يحتل مساحة كبيرة من قلوبنا حتي وقت قريبا، إلي أن جاءت مداخلته اثناء حوار مقدم برنامج مصر النهارده محمود سعد، وضيفه عبداللطيف المناوي لمناقشة دور قطاع الاخبار في تغطية ثورة الشباب، الموضوع يهمني مهنيا.. ولكن مداخله عمار كانت نموذجا للهبوط الاخلاقي عند استخدامه لعبارات قد يستخدمها في بيته، لكن لا يليق ان يستخدمها في التليفزيون »بيت الشعب«.. للحق المداخلة أصابتني بالقرف، وما أنقذ الحوار كلمات اللواء اسماعيل عتمان عندما قال انه ليس وقت تصفية حسابات وعلينا ان نناقش ونبحث عن اجابة علي السؤال.. الي أين نحن؟.