استيقظت أمس الأول علي خبر رحيل الفنان القدير حمدي أحمد الذي كان يشاركني في حبه الشديد للزراعة وكانت امنيته هي عودة القرية المصرية إلي طبيعتها التي اعتدنا عليها قرية منتجة تفيض بالانتاج والخيرالوفير بدلا من استمرارها كمدينة مستهلكة تنتظر ماتحتاج اليها من الخارج. رحم الله هذا الفنان الكبير الذي ابدع في ادواره كفلاح مصري اصيل وهو في حقيقة الامر فنان شامل متعدد المواهب وسياسي مخضرم له اراؤه السياسية الثابتة التي لم تتغير فيها مبادئه وقيمه منذ أن كان عضوا بمجلس الشعب في اواخر السبعنيات ممثلا عن حزب العمل في ذلك الوقت. وظل طوال سنواته الاخيرة رغم محنة مرضه وشدة آلامه مشاركا لنا بمقالاته الدائمة في باب آراء حرة بجريدة الاخبار والتي كنا نحن القراء ننتظرها بشغف لصدق كلماته التي توضح لنا مواقفه وآراءه من اجل ايجاد حلول لمشاكل مجتمعنا المصري حاملا هموم الزراعة التي يعشقها حبا وارتباطا. وهنا اذكر له حين احتفلت مجلة الاهرام الزراعي بعيد الفلاح في شهر سبتمبر بقاعة نجيب محفوظ تم تكريم الفنان حمدي احمد الذي وقف قائلا انه في حيرة من امره أيقف بوصفه فنانا ام فلاحا؟ الا انه اختار ان يكون فلاحا. وقال انه يجد نفسه متعلقا بالزراعة والطين وتم منحه درع المهرجان عن دوره في فيلم الارض رحمة الله علي هذا الفنان الكبير الذي أبكته قصيدة انا مواطن للمطرب لطفي بوشناق اثناء استضافته في احدي القنوات الفضائية خذوا المناصب والمكاسب لكن خلوا لي الوطن ياوطن وانت حبي وانت عزي وانت تاج راسي انت يافخر المواطن والمناضل والسياسي انت أجمل وانت أغلي وانت أعظم من الكراسي وداعا أيها الفلاح الاصيل والفنان القدير والسياسي الكبير لقد أبكانا جميعا نبأ رحيلكم. [email protected]