فضفضة

أبكانا ‬أحمد ‬رجب ‬

أبكانا ‬من ‬رسم ‬الإبتسامة ‬علي ‬وجوهنا، ‬أبكانا ‬أحمد ‬رجب ‬يوم ‬رحيله ‬
كانت ‬أول ‬مرة ‬أراه ‬فيها، ‬وجها ‬لوجه، ‬كان ‬ذلك ‬في ‬أوائل ‬الثمانينات ‬من ‬القرن ‬الماضي ‬،كنا ‬مجموعة ‬من ‬شباب " ‬لست ‬وحدك" ‬نعقد ‬اجتماعا ‬مع ‬الكاتب ‬الكبير ‬مصطفي ‬أمين، ‬لمتابعة ‬الأنشطة ‬الإنسانية ‬التي ‬كان ‬يشرف ‬عليها، ‬دخل ‬أحمد ‬رجب ‬قاصدا ‬مكتب " ‬مصطفي ‬بيه " ‬كما ‬كان ‬الجميع ‬ينادونه ‬وسلم ‬عليه، ‬سلام ‬التلميذ ‬لأستاذه، ‬ثم ‬استدار ‬بوجهه ‬إلينا ‬وألقي ‬السلام.‬
كان ‬يوما ‬استثنائيا ‬بالنسبة ‬لي ‬فقد ‬قابلت ‬أحد ‬أعمدة ‬أخبار ‬اليوم ‬الأساسية، ‬الذي ‬كان ‬سببا ‬في ‬ان ‬أقرأ ‬الأخبار " ‬بالمقلوب " ‬من ‬الصفحة ‬الأخيرة ‬الي ‬الأولي ‬بحثا ‬عن ‬كاريكاتير ‬توأمه ‬مصطفي ‬حسين ‬الذي ‬كان ‬يضع ‬فكرته ‬ويكتب ‬تعليقه.‬
ومن ‬حسن ‬حظي ‬أنا ‬وكل ‬فريق " ‬لست ‬وحدك" ‬أن ‬كانت ‬الصالة ‬التي ‬نجلس ‬فيها ‬ملاصقة ‬لمكتب ‬مصطفي ‬حسين، ‬وبدأنا ‬نسمع ‬عن ‬طقوس ‬الإبداع ‬المشترك ‬التي ‬كانت ‬تجمعه ‬مع ‬أحمد ‬رجب، ‬حيث ‬كان ‬المكتب ‬يغلق ‬عليهما ‬من ‬الخارج، ‬لتخرج ‬الفكرة ‬العبقرية ‬بخلاصة ‬ابداعهما
دخل ‬أحمد ‬رجب ‬كل ‬بيت، ‬واستقر ‬في ‬قلب ‬كل ‬مصري ‬بشخصياته ‬التي ‬نحتها ‬وشكلها ‬بقلمه ‬العبقري ‬الساخر، ‬فلاح ‬كفر ‬الهنادوة ‬تكاد ‬تقابله ‬بشحمه ‬ولحمه ‬في ‬كثير ‬من ‬القري ‬المصرية، ‬عبده ‬مشتاق، ‬هذا ‬الشخص ‬المشتاق ‬للمنصب، ‬تكاد ‬تقابله ‬ايضا ‬في ‬كل ‬المؤسسات ‬والوزارات، ‬وكمبورة، ‬هذا ‬الشخص ‬محترف ‬دخول ‬البرلمان، ‬يغير ‬جلده ‬ولونه ‬السياسي ‬حسب ‬التوجه، ‬حتي ‬لو ‬اضطر ‬للزق " ‬الزبيبة " ‬ليخدع ‬الناخبين.‬
مطرب ‬الأخبار، ‬الحب ‬هو، ‬عزيز ‬بيه ‬الأليت، ‬حنجح، ‬الكحيتي، ‬كلها ‬شخصيات ‬عشنا ‬ننتظرها ‬علي ‬صفحات ‬اصدارات ‬اخبار ‬اليوم، ‬نقرأ ‬ونضحك ‬من ‬قلوبنا ‬علي ‬حالنا ‬
عاش ‬مصطفي ‬حسين ‬وأحمد ‬رجب، ‬كتوأم ‬في ‬دنيا ‬الإبداع، ‬وعندما ‬قررا ‬الرحيل، ‬رحلا ‬معا ‬لم ‬يفرق ‬بينهما ‬عدة ‬أسابيع.‬
رحيل ‬رجب ‬خسارة ‬ثقيلة ‬لركن ‬ركين ‬في ‬أخبار ‬اليوم ‬والصحافة ‬العربية، ‬لكنها ‬إرادة ‬الله، ‬رحم ‬الله ‬من ‬أضحكنا ‬كثيرا، ‬رحمك ‬الله ‬أستاذ ‬أحمد ‬رجب .‬