أجمع شيوخ الدبلوماسية أن تشكيل تحالف لمحاربة المنظمات الإرهابية مهم خاصة بعد انتشار الإرهاب في المنطقة العربية ،و لكنهم في الوقت نفسه يرون أن إعلان السعودية عن إنشاء التحالف الإسلامي العسكري يثير العديد من التساؤلات،مؤكدين أن تفعيل القوة العربية المشتركة «التي فشلت في مراحلها الأخيرة» كان الأقرب إلي الواقع. أكد السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية اﻷسبق للشئون العربية ان الاعلان السعودي عن التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب يطرح العديد من التساؤﻻت اولها عن توقيت التحالف والذي رأي خلاف انه مهم للغاية في ظل وجود مؤشرات حول قرب تمدد الارهاب الي دول اخري في منطقة الساحل والصحراء بافريقيا بالاضافة الي دول اسيوية، كما ان اعلانه مع اقتراب توقيع تسويات في ليبيا وسوريا واليمن قد يعطي مؤشرا علي ان التحالف قد يكون نواة لتشكيل قوات حفظ سلام في تلك الدول، كما تساءل خلاف حول تفسير غياب دول كبري تحارب الارهاب مثل العراق والجزائر وسلطنة عمان، بالاضافة الي ضم ليبيا رغم وجود خلافات داخلية، وتجاهل ضم سوريا رغم وجود خلافات علي السلطة وعدم ضم قوات الائتلاف السوري رغم اعتراف معظم الدول به كممثل للشعب السوري. وأوضح خلاف ان اعلان الدول ان مكافحة الارهاب هدف التحالف يطرح تساؤلا حول المعيار الذي يتم من خلاله تحديد مفهوم الارهاب، باعتبار الكثير من الدول تدرج جمعيات علي ﻻئحة الارهاب مثل الاخوان وحماس بينما لا تراها دول اخري جماعات ارهابية. كما تساءل مساعد وزير الخارجية اﻷسبق حول وجود دول بينها خلافات سياسية واضحة مثل مصر وتركيا وقطر، وليبيا وتشاد، وكيفية التنسيق العسكري بينها، كما ان العقيدة القتالية واساليب التسليح والتدريب مختلفة بين تلك الدول وهو ما قد يصعب من التنسيق العسكري بينها. وحول مجاﻻت عمل التحالف قال خلاف ان بيان وزارة الدفاع السعودية اوضح انه سيتم انشاء مركزعمليات للتنسيق العسكري، ولم يتم توضيح ما اذا كان التحالف سيشمل تشكيل قوات مشتركة او اجراء تدريبات مشتركة بين تلك الدول، واذا كان التحالف سيقتصر علي تبادل المعلومات فلماذا يتم اعلان تحالف جديد رغم ان التنسيق المعلوماتي يحدث بشكل دائم سواء علي المستوي الثنائي او علي المستوي متعدد الاطراف، مضيفا ان تلك التساؤﻻت مطروحة علي الجانب السعودي باعتباره المنسق الذي يقود التحالف. من جانبه قال السفير أحمد فتحي أبو الخير مندوب مصر لدي الأممالمتحدة الأسبق: نحن نرحب بأي تحالف ضد الارهاب ولكن لابد ألا يميل إلي معاني مغايرة ،بمعني أن التحالف الاسلامي الذي دعت السعودية إلي إنشائه يجب أن يضم إيران حتي لا يبدو أنه تحالف سني ضد الشيعة وهذا غير منطقي وخطر خاصة في ظل التوترات التي تمر بها المنطقة،مضيفا « أنا لن أتصور أن السعودية سوف تدخل في تحالف مع ايران رغم أنها دولة إسلامية ! لذا أنا أري أن التحالف العربي وليس الإسلامي هو الأقرب إلي الواقع. وعن مصير القوة العربية المشتركة التي تم الاعلان عنها في القمة العربية الماضية، أشار أبو الخير إلي أنها فشلت في مراحلها الأخيرة وذلك لتكاسل بعض الدول. واتفق معه في الرأي السفير سيد أبو زيد مساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون الشرق الأوسط،مضيفا «أنا أري أن إنشاء هذا التحالف الإسلامي يستهدف الرد علي ما قيل في الفترة الاخيرة من أن المسلمين علي الإطلاق هم المتهمون بالإرهاب لذا تم الاعلان عن هذا التحالف لإيضاح أن المسلمين ضد الارهاب ويحاربونه».