وقفة

لنبدأ الإصلاح فوراً

SHALASH_OSAMA@ HOTMAIL.COM
نجحت ثورة الشباب كما أرادوها واخرجوا النظام كأحد مطالبهم الرئيسية وكشفت جرأتهم حجم وهول الفساد الذي احاط بسدة الحكم والذي فاق ما كنا نتصوره أو نتخيله سواء علي مستوي ذلك الحزب الخاوي الذي ترأسه مع الأسف صفوة فاسدة أفسدت كل شئ في مصر واستباحت ثرواتها بل ودماء أبناء الوطن بدم بارد أو علي مستوي وزارة رجال الأعمال فغلبت مصالحها الخاصة علي مصالح الناس.
لا أخفي اننا كنا نشعر بالخوف علي مصر منذ اندلعت الثورة في يوم 52 يناير فالمستقبل كان غير واضح ولكن بمرور الوقت بدأ الناس يشعرون بالاطمئنان خاصة مع كل يوم تظهر فيه نتائج لثورة الشباب بداية من التنحي وتولي الجيش المسئولية تم تقديم رموز الفساد للمحاكمات ثم حل مجلسي الشعب والشوري وتعطيل الدستور واعتقد أن كل يوم يمر يدعم من أجل الاستقرار.
الشباب أفاقونا علي كارثة ما فعله الحزب الوطني بمصر كلها ذلك الحزب الذي ظلوا يرددون ان له اليد الطولي في التغيير والاصلاح فإذا بنا نصبح علي كارثة كبري وانه كان وراء الفساد السياسي في مصر فقد نخر هذا الكيان الذي بني علي الكذب والخداع في كل ما هو جميل في مصر حتي شوه صورتها وعندما كشفته ثورة الشباب الحقيقية كانت مقراته التي افسدت هي أول ما طالته نيران الثورة فدمرته.
هذا الحزب بقيادته الفاشلة سيطر مع الأسف علي كل شئ في مصر افقد الحكومة قدرتها وافقد مجلسي الشعب والشوري لدورهما بسبب اختيار أصحاب الحظوة دون الكفاءات وأصحاب المال دون المسئولية لعضويتهما فلم يعد لهما دور يذكر سواء كمجالس تشريعية دورها سن القوانين أو رقابية كعين علي أداء الحكومة.
الآن وبعد أن تكشف كل شئ وبعد ان ظهرت مكامن الفساد علينا جميعا شبابا وشيوخا محبين لهذا الوطن ممن يخافون علي مستقبله الذي هو مستقبل الشباب ان نبدأ عهدا جديدا نكون فيه الحراس علي ما تحقق من مكاسب خلال هذه الثورة البيضاء التي لولا شجاعة من قاموا بها في وجه الفساد ما نجحت هذا النجاح.
لن يأتي ذلك بالتظاهرات أو الاضرابات ولكنه سيتحقق بالعمل والنظر إلي المستقبل الذي علينا أن نحدد أهدافنا منه، علينا ألا نسمح بالدخلاء بالسطو علي ثورة الشباب التي صنعوها بأيديهم ومنهم من يستعد الآن لهذا الغرض.
مصر في حاجة إلي هدوء الأعصاب وترك أولي الأمر ممثلين في المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومجلس الوزراء ليبدأوا مراحل الاصلاح الكبري التي تحتاج إلي مجهود كبير وثورة من داخل الثورة لتحقيق معجزة بمعني الكلمة تبدأ باصلاح ما افسده مفسدون ظنوا ان مصر »نهيبة« مباح سرقتها دون رقيب أو »حسيب«، مفسدون ظنوا ان مصر نامت فخرجوا يدمرون وينهبون.
علينا جميعا والشباب خاصة ان نبدأ من الآن في وضع صورة كاملة لما يجب ان تكون عليه مصر في السنوات القادمة، صورة لمجلسي الشعب والشوري لهما القدرة علي التشريع والرقابة وليس مجلس خدمات لا هم له إلا إرضاء الحكومة وإمضاء الطلبات.
حكومة من الشرفاء الذين هدفهم خدمة هذا المجتمع الشريف خدمة الوطن والعطاء بدون مقابل علينا ان نرفع شعار لا للرشوة ولا للفساد ومصر أولا وأخيرا
مصر بخير بابنائها وسوف نجعلها بإذن الله مفخرة أما هؤلاء الذين يطبلون في أبواق الجزيرة وغيرها فعليهم ان يفهموا ان مصر خالدة بأبنائها.