سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«انتصار» و«الإبراشي» يعيدان فتح ملف سقطات البرامج الفضائية د.صفوت العالم : مطلوب قوانين رادعة .. د. علي مبارك : فوضي باسم الحرية .. حمدي الكنيسي : خطايا وليست أخطاء
يعاني الإعلام المصري خاصة البرامج التي تشهد مداخلات مثل ∩ التوك شو∪ والبرامج الرياضية حالة تخبط وفوضي ليست وليدة الفترة الأخيرة بل هي أزمة تفاقمت علي مر السنوات الأخيرة منذ ثورة يناير حتي الآن ورغم اعتقاد الجميع أن حالة الاستقرار السياسي للبلاد ستلقي بظلالها علي الإعلام الفضائي لكن ذلك لم يحدث وشهدت الأيام الأخيرة عدة حوادث في محطات فضائية متفرقة كشفت الحالة المزرية التي أصبح عليها الإعلام المصري، الأولي كانت بطلته الفنانة انتصار التي تقدم برامج عن المرأة في قناة ∩القاهرة والناس∪ وتحدثت عن العلاقات الجنسية ومشاهدة الأفلام الإباحيه وكان بطل الحادث الثاني الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج العاشرة مساء علي قناة دريم الذي تلقي أثناء حواره مع المخرج كريم السبكي سبابا لم يسبق للمشاهدين سماعه علي الهواء وهو ما يضعنا أمام السؤال المهم متي تنتهي هذه الفوضي، وما هي الآليات التي يمكن أن تصنع إعلاما نظيفا لا يهدف لبناء دولة حديثة من خلال رسالة إعلامية واضحة ؟؟يقول د. صفوت العالم أستاذ الإعلام جامعة القاهرة أن حالة الفوضي لها عدة أسباب أهمها تحويل الاداء التمثيلي إلي إعلامي، أي جلب الممثلين لتقديم برامج تليفزيونيه والمهنتان مختلفتان للغاية، فالممثل لديه دور مرسوم ينفذه بدقة وإذا ما أخطأ يمكنه المحاولة من جديد، أما المذيع فهو يخاطب الجمهور مباشرة، وهو ما يجعله عرضة للأخطاء إن لم يكن مدربا علي العمل الإعلامي فستكون النتيجة كارثية، أيضا انتهج الإعلام في الفترة الأخيرة مسألة تضخيم أحداث صغيرة وتجاهل ما هو عام وهو ما يجعل الجمهور ينشغل بقضايا تافهة صغيرة ولا يهتم بالأمور المصيرية. ويضيف هناك عدة ظواهر تؤدي إلي اشتعال المجتمع وجره إلي قضايا واهية فأصبحت القضايا التي ترفع من أجل الشهرة أو لتصفية حسابات شخصية تشغل مساحة إعلامية كبيرة بأكثر مما تستحق ويري العالم أن الحل في عمل نقابة قوية للإعلاميين يمكنها تنظيم العمل ووضع قوانين رادعة لأي تجاوز. تعديل عاجل يقول د. حسن علي عميد إعلام المنيا ورئيس جمعية حماية المشاهدين إن السبب الرئيسي فيما يشهده الإعلام من فوضي عارمة هو الهيئة العامة للاستثمار لأنها ببساطة لا تقوم بدورها في متابعة الفضائيات فعندما يأتي رجل الأعمال ويدفع الأموال لشراء شارة بث لقناة لا يسأل عما سيقدم علي تلك القناة ولا مضمون برامجه ولا يجد من يحاسبه، لذلك يقدم ما يريد والحل هو تعديل عاجل في القانون رقم 8 المنظم لعمل هيئة الاستثمار وأن يكون هناك مرسوم بقانون لتشكيل المجلس الوطني للإعلام بشكل فوري لمواجهة هذه الفوضي. وأكد د.علي مبارك رئيس قناة النيل للأخبار السابق أن الفوضي التي يعيشها الإعلام ليست وليدة اليوم وأن هذه الفوضي بدأت قبل ثورة 25 يناير ب3 سنوات وقت أن بدأت تظهر علامات الضعف علي نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك تحت مسمي حرية الرأي والديمقراطية وكانت معظم الفضائيات تحاول تقليد قناة الجزيرة في تجاوزاتها وأظن أن هذه الفوضي بدأت تنحصر نوعا ما هذه الأيام بعد أن شعر هؤلاء أن الدولة المصرية بدأت تعود لقوتها من جديد لكن هناك بعض الفئات ممن يطلقون علي أنفسهم إعلاميين مستمرين في هذه التجاوزات معتقدين أنهم فوق القانون ولا يمكن أن تصبح القنوات الفضائية والبرامج منصة لتصفية الحسابات وإطلاق التهم ولابد من قانون رادع قوي يعيد الأمور إلي نصابها الطبيعي فكم من الجرائم التي ترتكب اليوم باسم حرية الرأي فأدعو لسرعة تشكيل المجلس الوطني للإعلام وأن يصاحب وجود المجلس قانون جديد لحرية الرأي والتعبير يعيد تعريف مفهومها. وتقول د.ماجي الحلواني عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق إن بعض البرامج أخذت منحني بعيدا عن المهنية وتفتح مجالا للخلافات بشكل كبير وليس من المفترض أن نسمح بالخلافات والألفاظ الخارجة علي الشاشة والمفترض من مقدم البرامج أن يتحلي بالحكمة وللأسف عدم وجود وزارة للإعلام أو بديل لها هو ما فتح المجال أمام الكثيرين للتجاوز فلابد أن نجد من يحاسب هؤلاء المتجاوزين ومن يتابع ويدير الإعلام بشكل صحيح وأظن أنا في حاجة ماسة لوجود المجلس الوطني للإعلام والذي سيكون المخول بتنظيم المنظومة الإعلامية بالكامل. أجواء ما بعد يناير وأوضح حمدي الكنيسي رئيس الإذاعة المصرية الأسبق أن الإعلام يعيش حالة من الانفلات والفوضي لم تحدث في التاريخ والسبب هو تراجع المعايير العامة للإعلامي وغياب نقابة الإعلاميين والتي من المفترض أن تمتلك حق إصدار ميثاق الشرف الإعلامي وهي من تمتلك حق المتابعة والعقاب وتستطيع أن توقف مثل هذه الأخطاء التي قد تصل إلي الخطايا فلا يمكن أن يكون هناك إعلام يتبادل فيه الضيوف الشتائم أو أن يروج لممارسة الجنس.. والسبب الرئيسي في هذا الانفلات هو استغلال أجواء ما بعد ثورة 25 يناير وظهور اجندات مختلفة سواء طائفية أو حزبية أو خاصة كما أن بعض مقدمي البرامج يعتقدون أن حجم انتشارهم يأتي من مناقشتهم للموضوعات الشائكة والساخنة دون النظر لفائدتها للمشاهد أو قيمتها.. ولابد من سرعة إنشاء المجلس الوطني للإعلام وتوسيع صلاحياته حتي يستطيع أن يسائل ويحاسب هؤلاء المتجاوزين وأن يعيد المنظومة إلي مسارها الصحيح.