دون شك هناك جديد بالنسبة للأزمة أو الكارثة أو المأساة الدموية السورية، الجارية بالدمار والقتل والتخريب طوال السنوات الأربع الماضية، أمام عيون وآذان العالم كله، الذي يبدو أنه فقد حاستي السمع والبصر، في ذات الوقت الذي غاب فيه ضميره وفقد القدرة علي الإحساس بآلام البشر. ورغم العديد من التصريحات التي كانت ولاتزال تصدر عن واشنطن وموسكو، وبعض العواصم الكبري الأخري مثل: باريس ولندن وبرلين، بما تحمله في طياتها من دلالات ومؤشرات متضاربة ومتصادمة أحيانا ومتوافقة أحيانا أخري،...، إلا أنه بات من المؤكد لكل من يتابع الأزمة السورية، أن هناك بالفعل بوادر وإرهاصات اتفاق تجري بلورته حاليا، بين جميع القوي الفاعلة والمؤثرة والمتورطة أيضا في النكبة السورية، يتم بمقتضاه وضع نهاية للمأساة الدامية، التي دخلت عامها الخامس دون نهاية منظورة أو قريبة. والمتابعون والمراقبون للمستجدات الجارية في هذا الخصوص يلفت انتباههم، أن هناك تغيراً طرأ علي الموقف الأمريكي ومواقف التابعين له والمتحالفين معه، والذي كان يري ويصر طوال السنوات الأربع الماضية، علي أن بشار الأسد هو جوهر المشكلة ولابد من التخلص منه والقضاء علي جيشه وهدم نظامه كشرط أساسي للحل وانتهاء الأزمة، حتي ولو أدي الأمر إلي هدم الدولة السورية ذاتها،..، هذا إن لم يكن ذلك هو المقصود بالفعل! وهؤلاء يرصدون أن ذلك الموقف اختلف الآن، تحت ضغط الأمر الواقع، وأنه قد تحول مضطراً من المناداة والعمل بمبدأ الرفض الكامل لوجود الأسد في أي تسوية مؤقتة أو دائمة، إلي القبول بأن يكون الأسد جزءا من الحل ولو بصورة مؤقتة. ويري هؤلاء أن هناك أسبابا كثيرة لهذا التحول، أبرزها دون شك هو الموقف الروسي،..، وأنه من المتوقع أن يتم الكشف عن التصور المبدئي للحل الذي تم التوافق حوله بالنسبة للقضية أو المأساة السورية، خلال الاجتماع المقرر بين الرئيسين الأمريكي والروسي في نيويورك علي هامش الاجتماعات الجارية بالأمم المتحدة حاليا.