الحرب ضد الارهاب - حسب المفهوم الامريكي الآن - تتطلب توحيد الصف مع الارهابيين الذين شنوا هجمات 11 سبتمبر 2001 في واشنطنونيويورك. في البداية، قرر الرئيس الامريكي بارك اوباما قبل عدة شهور أنه جاء وقت قصف سوريا بالقنابل، غير ان حركة الاحتجاج الواسعة داخل الولاياتالمتحدة حالت بينه وبين تحقيق هذا الغرض بعد أن اصبح الرأي العام الامريكي يرفض فكرة الحروب الامريكية في الخارج. الآن.. تتسلل الولاياتالمتحدة، خطوة بعد خطوة، الي الداخل السوري بذريعة محاربة «داعش». أما السبيل الي ذلك فهوما يسمي بالفرقة (30) التي تضم 64 مقاتلاً تولت واشنطن تدريبهم - داخل الأراضي التركية - علي القتال في الأراضي السورية وقد قام تنظيم «القاعدة» الإرهابي بأسر حوالي عشرين منهم لكي يصبح عددهم حوالي 40 مقاتلاً فقط. وعدد أعضاء الفرقة 30 ليس مهماً.. فالأكثر أهمية هو كيفية استخدام هؤلاء ليكونوا مجرد ذريعة.. اما هذه الكيفية.. فان تفسيرها جاء في قرار أوباما باستخدام القوات الجوية الامريكية للدفاع عن «الفرقة» سواء من الجماعات الارهابية أو من الجيش السوري النظامي، وجاء ذكر «الجماعات الارهابية» لمجرد التمويه، والدليل علي ذلك هو ما قاله مسئول أمريكي - رفض الافصاح عن شخصيته - من أنه يمكن استخدام هذه الضربات الجوية الامريكية الان للدفاع عن «حلفاء الولاياتالمتحدةعلي الأرض السورية». أما هؤلاء «الحلفاء».. فإنهم اعضاء تنظيم القاعدة! يقول المعلق الامريكي جاستن ريموندو إن الولاياتالمتحدة متورطة في تحالف حقيقيمع تنظيم القاعدة في سوريا، الذي يحمل اسم «جبهة النصرة»، وخاصة انه لم يعد هناك وجود حقيقي لما سمي بالمعارضة السورية المعتدلة التي تحمل لافتة «الجيش السوري الحر»، فقد سارع أفراد هذا «الجيش» للانضمام الي جبهة النصرة أو تنظيم داعش لانهما يدفعان أجوراً أعلي بكثيراً! واصدرت الفرقة 30 بياناً تدعو فيه «الاشقاء في جبهة النصرة» إلي «توحيد الصفوف». ويقول كل من «اريك سميث» و «آن بيرنارد» في صحيفة «نيويورك تايمز» ان مقاتلي الفرقة 30 يتوقعون ان «ترحب جبهة النصرة بهم كحليف»! وقال مسئولون بوزارة الدفاع الامريكية انهم يتوقعون ان تنظر جبهة النصرة الي الفرقة 30 كأصدقاء! وتقول المصادر الامريكية ان البنتاجون عقد «ميثاق عدم اعتداء» مع تنظيم القاعدة! ويؤكد المحلل الامريكي «وانيل لازار» ان المحافظين الامريكيين الجدد شعروا بابتهاج عندما اجتاحت جحافل القاعدة مدينة ادلب السورية في ابريل الماضي بدعم امريكي! أما تركيا - حليف امريكا - فإنها تعتبر ان افضل وسيلة لمحاربة داعش هي سحق الاكراد، رغم ان الأكراد هم القوة الرئيسية في مواجهة داعش، ولكن المشكلة ان هؤلاء الأكراد يشكلون خطراً متزايداً علي حكم الطاغية اردوغان بعد ان حصل حزب الشعوب الديمقراطية الكردي علي 13٪ من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التركية الأخيرة وحرم حزب اردوغان من الاغلبية المطلقة. إذن.. فالجميع يزعمون انهم ضد داعش بينما يقصفون القوات التي تعمل علي وقف زحف داعش، وخاصة الجيش السوري النظامي، الذي يشكل القلعة الحصينة في مواجهة خطط داعش. وتأكد مؤخراً ان «المنطقة الآمنة» التي تريد امريكاوتركيا إقامتها في شمال سوريا ستكون مسرح عمليات لتنظيم القاعدة! والواضح ان الهدف الحقيقي للجميع ليس محاربة داعش وانما اسقاط الدولة السورية. كلمة السر : تدميرالعالم العربي