ما المطلوب من الرئيس مبارك بعد ان اعلن للامة انه مع الارادة الشعبية.. وانه لن يرشح نفسه لفترة رئاسة جديدة. من الواضح ان القنوات الفضائية المشبوهة التي تصب هجومها علينا وتبث سمومها في عقول شبابنا استكثرت علي الرئيس مبارك ان يقول: »أنا كرجل من ابناء القوات المسلحة ليس من طبعي خيانة الامانة أو التخلي عن الواجب والمسئولية.. وأن مسئوليتي الآن استعادة أمن واستقرار الوطن لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة..«. - ومع ذلك استمروا في حملاتهم ضد مصر ورئيس مصر مطالبين بعزله.. وكأن هناك خصومة بينهم وبينه أو »تار بايت«.. ثم لماذا الهجوم علي رئيس مصر في هذا التوقيت بالذات.. وهم يعلمون ان الهجوم علي مبارك هو هجوم علي كل مصري ينتمي لتراب هذا البلد، لان هيبة الدولة في رئيسها وأي مساس به هو مساس بالكرامة المصرية. .. هم في الفضائيات المشبوهة يطلقون حربا مسمومة علينا. لانهم يحقدون علي هذا البلد وعلي ابنائه وللأسف استجاب لهم حفنة من المتمردين علي الوطن الذين هانت عليهم التمزيق في اعراضهم وهم يسمعون ويرون ومع ذلك يساهمون ويشتركون في خيانة هذا الوطن.. نحن نقول رأينا في نظامنا.. نصرخ ونهتف.. نعترض وننتقد داخل اجهزة اعلامنا لكن لا نقبل ان نكون مطية لغيرنا يدوسون كرامتنا باقدامهم ويشترون أولادنا بحفنة من الدولارات لإثارتهم. .. الشرفاء من الشباب المصري هم الذين تحركوا في يوم 52 يناير .. هم الذين نظموا مسيرة يوم الغضب، وبعد ان وصلت رسالتهم انسحب الآلاف منهم ليشكلوا سواتر أمنية شعبية لحماية هذا البلد من عبث اللصوص الذين نشروا الرعب والفزع بين الآمنين.. وللأسف البعض أو القلة من شبابنا هم الذين وقعوا فريسة للعناصر المشبوهة التي تمدهم بالمال والطعام للاستمرار في العصيان.. وقد كان في وسع أي شاب أن يسأل من أين هذا المال.. ومن أين هذا الطعام وما هي مصلحة الذين يقومون بتوزيعه.. شبابنا الواعي من حقه أن يسأل.. من حقه ان يعترض ويرفض ويستمع الي صوت العقل.. يستمع الي صوت أبيه وهو يقول له »إن الوطن باق والاشخاص زائلون ومصر العريقة هي الخالدة أبداً.. تنتقل رايتها وأمانها بين سواعد ابنائها..«.. لقد كان حسني مبارك صادقا فيما أعلنه، مؤمنا بأن مسئوليته الآن هي استعادة أمن واستقرار الوطن.. فلماذا لا يتركوننا في حالنا، لماذا لا يرفعون وصايتهم عنهم. .. إن مصر لم يسبق لها ان تدخلت في شئون دولة عربية حتي يتدخلوا في شئوننا وكأنهم يريدون ان يدار هذا البلد حسب ما يريدون.. المهم هل يعي شبابنا هذا الدرس ويفهمون ان بلدهم لن تدار من الفضائيات.. لذلك اقول لشبابنا : انتبهوا يا ابناء مصر.. يا شبابها المخلص.. لا تستسلموا لهؤلاء .. دافعوا عن أمن بلدكم، عودوا الي بيوتكم.. الي امهاتكم وابائكم فنحن في حاجة الي ترابط الاسرة المصرية في مواجهة الانفلات الأمني.. بكم يستقر أمن هذا البلد.. فأنتم العقول الناضجة، تفرقون بين الخراب وبين التعمير.. نحن سوف ندفع فاتورة ما أفسده المخربون.. ان 8 ملايين اسرة يعمل عوائلهم بعقود مؤقتة هم في حاجة الي الاستقرار حتي لا يجنون ما تأكله النيران يوم ان تمد يد التخريب وتأكل معها الاخضر واليابس.. بكم تستقر الاوضاع.. وبكم ايها الشباب نطمئن علي اعراضنا. - لقد آلمني ان تذيع الفضائيات ان دولا عربية كثيرة رفضت استقبال حسني مبارك وكأنه طلب اللجوء اليها.. ولكي تستمر في السيناريو اللا اخلاقي اذاعت ان هناك مفاوضات مع ملك البحرين علي استضافة مبارك.. من يقبلها علي نفسه فهو غير وطني.. هل بهذه البساطة نفرط في رئيسنا ونعطي فرصة للاقزام ان تتطاول عليه.. هذه ليست اخلاقيات المصريين، اتركوها للقطريين يوم ان تمرد الابن علي ابيه الذي كان يطعمه وجعل منه رجلا ثم قاد حربا علي ابيه.. اتركوها للتونسيين يوم ان صاحوا وثاروا علي رئيسهم لأنه كان دكتاتورا يمنع عنهم »الميه والهوا« وجعل من الأخ جاسوسا علي أخيه.. بلد عاشت أكثر من عشرين عاما في قبضة حديدية لا تعرف طعم الحرية.. فما بالكم ونحن نعيش أزهي عصور الحرية والدليل ثورة الغضب التي نعيشها.. والاقلام التي انطلقت ولم ينكسر لأي كاتب حر قلم كان يتناول سيرة الرئيس. .. والله عيب ان يصل بنا الحال ونحن نسلم آذاننا وارادتنا للفضائيات التي تنهش في تاريخنا، فلولا الجندي المصري ما كان لهذه الفضائيات وجود.. وما كان للحكام العرب ان »يبرتعوا« وينعموا بالديمقراطية التي نقلوها عنا. مبارك سيبقي علي أرض الوطن.. سواء كان رئيسا حتي تنتهي ولايته.. أو مواطنا بعد ولايته.. يكفي انه قال »إن هذا الوطن العزيز هو وطني« مثلما هو وطن كل مصري ومصرية.. فيه عشت وحاربت.. ودافعت عن أرضه.. وعلي أرضه أموت..«. أحسنت يا مبارك.