بعد ما يقرب من 3 سنوات قضاها المتهم البريء محمد يحيي رمضان مهندس زراعي وراء القضبان. كشفت محكمة النقض عن براءته من تجارة المخدرات.. ليخرج الي النور ولكن بعد ان تسربت السنوات الثلاثة من عمره وضاعت في غياهب السجون. »الأخبار« تنشر القصة الكاملة للاتهام الظالم التي تعرض لها المتهم وتفاصيل الكشف عن براءته. بدأت الحكاية عندما ذهب المهندس محمد يحيي الي قسم شرطة الجيزة لزيارة صديقه الموجود بحجز القسم ومعه »شنطة« بلاستيك بها مأكولات ودخل علي الضابط الموجود وقتها وطلب منه تمكينه من زيارة صديقه فأخذ منه الشنطة لتفتيشها وذهب لزيارة صديقه ففوجيء بأنه مطلوب عند الضابط وقال له الضابط ان الشنطة بها مخدرات فلم يصدقه في باديء الأمر. واكد المهندس بأن الشنطة التي احضرها لصديقه بها مأكولات فقط اما الشنطة الموجودة بها المخدرات والسجائر لا يعلم عنها شيئا فقام الضابط ببعثرة ما فيها علي المكتب ففوجيء بوجود علبتين سجائر المارلبورو والحمراء الاولي تحوي علي 5 سجائر ومائة واثنين قرص ولفافة بلاستيك بداخلها 63 قرص مماثلة وتحوي العلبة الثانية علي 41 سجائر ولفافة سلوفانية بها 3 قطع حشيش فأكد المهندس للضابط بأن هذه الشنطة لا تخصه ولا يعلم عنها شيئا وانه جاء بشنطة بها مأكولات فقط وفوجيء بالضابط يأمر بحبسه مع صديقه وحرر محضرا بهذه المضبوطات في 51 ابريل 8002 واحيل للنيابة واحالته للمحاكمة الجنائية بتهمة احراز المخدرات والتعاطي.. وتم محاكمته امام محكمة جنايات الجيزة والتي نظرت القضية علي مدار جلستين ثم اصدرت في يوم 3 سبتمبر 8002 ضده عقوبة السجن المشدد 3 سنوات وتغريمه 05 ألف جنيه فطعن علي الحكم امام النقض فالغت حكم محكمة جنايات الجيزة واعيدت محاكمته من جديد وقررت محكمة الاعادة بجنايات الجيزة بمعاقبته بالسجن المشدد 3 سنوات وتغريمه 05 ألف جنيه للمرة الثانية فالغت النقض حكم الجنايات للمرة الثانية وحددت جلسة لنظر موضوع القضيةوعلي مدي 3 جلسات استمعت هيئة المحكمة الي المتهم والضابط وقال المتهم للمحكمة انني بريء وعمري لم اشرب سجائر ودخلت القسم لزيارة صديق لي في حجز قسم شرطة الجيزة ومعي شنطة بها مأكولات لصديقي ودخلت علي الفور للضابط الموجود وقتها لاستئذانه فأخذ مني الشنطة ودخلت لزيارة صديقي ثم طلبني الضابط بعد ذلك فذهبت اليه. وفاجأني بشنطة لم اعلم عنها شيئا وبها اقراص مخدرة وحشيش وسجائر ولو كانت معي هذه الشنطة لما دخلت علي الضابط لاستئذانه.. وهنا سألت المحكمة الضابط عن حقيقة الواقعة فرد بأنه لم يتذكر الواقعة وانه يحيل لاقواله السابقة في المحضر التحقيقات التي تمت من قبل ولكن لحل ما يتذكره بأنه وجد رغيف به علبة سجائر بها اقراص مخدرة وحشيش. بعدها رفعت المحكمة الجلسة للمداولة وبعد 4 ساعات قضت محكمة النقض ببراءة المتهم من تهمة المخدرات بعد ان قضي في السجن ما يقرب من 3 سنوات ولم يتبق سوي 3 شهور ويخرج للحياة ورغم ذلك استقبل الحكم بالدموع والفرحة وساعات وتنتهي اجراءات الافراج عنه ليعود ليستنشق هواء الحرية من جديد.. صدر الحكم برئاسة المستشار أحمد عبدالرحمن وعضوية المستشارين مجدي أبوالعلا وأحمد محمدين ومحمد عبدالعال وعلاء الدين مرسي وعلي حسنين وبسكرتارية رجب علي وابراهيم زكي.