سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
»الأخبار« مع أسرة الطبيب الذي إغتاله فيروس الإنفلونزا الزوجة: د . متولي كان بصحة جيدة وتدهورت حالته خلال ساعات زملاء الطبيب: لم يعان من أي مرض وما نشر عنه عار من الصحة
خيم الحزن والأسي علي مركز ديرب نجم لفقده واحدا من اعز أبنائه هو الدكتور متولي احمد ابراهيم اخصائي الحميات والباطنة والذي اغتاله فيروس الانفلونزا المستجدة عقب اصابته به اثناء عمله.. اكدت زوجة الطبيب الفقيد وزملائه انه كان نشطا في عمله ولم يصب طوال فترة حياته بمرض مزمن في الصدر وكان يعمل 81 ساعة علي مدار اليوم بالمستشفي وان ما تردد في القنوات الفضائية عار من الحقيقة حيث انه لم يهمل في تشخيص حالته بل بادر بتعاطي جرعات مركزة من التاميفلو وقرر زملاؤه تنظيم وقفة احتجاجية الاسبوع القادم اعتراضا علي البيان الصادر من المتدحث الرسمي لوزارة الصحة مؤكدين ان هذا البيان غير دقيق وانهم لن يسمحوا باغتصاب حق زميلهم الفقيد الذي راح ضحية عمله واشرافه علي وحدة الجائحة بالمستشفي. والتقت »الأخبار« بزوجة الطبيب الفقيد عفاف عطية المدرسة بالتربية والتعليم والتي لم يتوقف نحيبها ودموعها لحظة حزنا علي فراق شريك حياتها الذي تركها وحيدة تلاطم امواج الحياة مع ابنائها الثلاثة تحدثت بصعوبة قائلة لقد تزوجنا منذ 81 عاما وزرقنا الله بثلاثة أبناء مني بالثانوية العامة ومحمد بالصف الاول الثانوي ومي في الصف الاول الاعدادي وقد مرت بنا الحياة هادئة ولم يحدث ما يعكر صفوها حيث كان زوجي يحرص علي توفير جميع احتياجاتنا وكان يعامل ابناءه كأصدقاء له وكان يحفزهم علي التفوق في الدراسة ويقول لهم دائما نفسي اشوفكم اطباء تعالجون الفقراء وتحسنون عليهم وتنهار مرة اخري قائلة لم يمهله القدر ليفرح بأبنائه واغتاله الفيروس اللعين الذي كان يعالج مرضاه منه وتنخرط في البكاء وتقول ان زوجي لم يشك يوما من أي مرض ولم يتم علاجه من أي مرض مزمن في صدره كما تردد بعد وفاته وكان نشيطا في عمله لا يتأخر لحظة عن مرضاه. وكنت دائما ألح عليه بالتعامل مع مرضي الانفلونزا بحذر شديد فكان جوابه لي توكلي علي الله لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا وتقول قدر الله وما شاء فعل انا لله وانا اليه راجعون ماذا افعل من بعده لقد كان صديقي وسندي في الحياة. وتضيف الزوجة قائلة لقد اصيب زوجي بارتفاع في درجة الحرارة يوم الخميس 31 يناير الحالي واعراض نزلة البرد.. وحصل علي جرعات مركزة من التاميفلو وتم تركيب محاليل له واسترد عافيته وقام بمهامه بالمستشفي حيث انه كان مكلفا بالنوبتجية وبعد مرور يومين فقط اصيب بسعال فأشار عليه صديقه الدكتور اشرف شوري الاستاذ بجامعة الزقازيق بضررة التوجه لمستشفي الصدر بالزقازيق لاجراء الاشاعات واخذ عينات لتحليلها ليتم التأكد من اصابته من عدمه وكان مترددا الا انني شجعته وقام بقيادة سيارته الخاصة وتوجهنا سويا الي مستشفي الصدر حيث قابلنا مديرها الدكتور رشدي يوسف والذي ابدي ارتياحه وعدم قلقه عليه وبعد مرور يومين طلب زوجي نقله الي وحدة العناية المركزة بمستشفي الزقازيق الجامعي وكان يتابع العقاقير الطبية المقررة له بنفسه ويفحص الاشعات والتقارير الطبية وكان يبتسم ويقول الحمد لله الحالة مطمئنة.. وكانت الحالة مستقرة وجيدة جدا وفجأة اصيب بفشل مفاجيء في التنفس وسارع زملاؤه لانقاذه الا ان روحه فاضت الي بارئها. وتقول عفاف عطية زوجة الطبيب ضحية فيروس الانفلونزا لقد انتقلت العدوي لزوجي من المرضي الذين يترددون علي المستشفي وكان يقوم بعلاجهم وقد ابلغني قبل وفاته بأسابيع ان الحالات في تزايد ولكن لا يتم تسجيلها في الدفاتر الخاصة بالمستشفي حيث يتم تحويلها للمستشفيات المتخصصة بالزقازيق وتبكي مرة اخري قائلة لقد احتسبته شهيدا عند ربه وكل ما اتمناه الا تضيع وزارة الصحة حقوقنا في احتساب وفاته اصابة عمل رحمة بي وبأولادي الصغار. كما التقت »الاخبار« بشقيق الطبيب الفقيد محمد والذي يعمل مدرسا للحاسب الآلي في مدرسة تجارية يقول ان شقيقي لم يصب طوال حياته بمرض مزمن وانه حصل علي جرعات مركزة من التاميفلو ولكن يبدو ان العقار صلاحيته منتهية وانه السبب في النهاية المأساوية لشقيقه واضاف لقد تم تطعيم شقيقي بمصل انفلونزا الخنازير باعتباره المسئول عن وحدة الجائحة بالمستشفي فكيف اصيب به وطالب مسئولي وزارة الصحة برعاية اسرة شقيقه الذي عاش طوال حياته في خدمة المرضي. ويتفق معه في الرأي الدكتور رفعت عبدالفتاح زميل الفقيد فيقول انه هو الطبيب المسئول عن علاج مرضي الجائحة فكيف يهمل في علاج نفسه هل هذا كلام منطقي وطالب بضرورة تكاتف الاطباء مع اسرة المرحوم حتي لا تضيع حقوقها المالية. كما التقت »الاخبار« بالدكتور السعيد كامل مدير مستشفي ديرب نجم والذي اكد ان الدكتور متولي رحمه الله كان يؤدي عمله علي الوجه الاكمل كان نشيطا ويعمل علي مدار اليوم ولم يكل او يمل وانه كان محبوبا بين مرضاه ومرءوسيه وزملائه.. ولم يشكو يوما من مرض مزمن.. اما الدكتور عبدالغفار محمد نائب مدير المستشفي فقال لقد كان الفقيد شعلة نشاط وكنا نستنجد به في اي وقت وكان يترك عيادته ويحضر لعلاج المرضي بالمجان واشار الي ان التدهور المفاجيء في حالته كانت مفاجأة لنا جميعا ولا ندري ما السبب.. وقد التقت »الأخبار« مع ابن الطبيب الفقيد محمد الطالب بالصف الاول الثانوي والذي اصر علي الوقوف بسرادق العزاء لاستقبال اصدقاء وزملاء والده رغم اصابته بانهيار شديد وقد ارتسم علي وجهه الحزن ولم تتوقف دموعه لحظة. تحدث بصعوبة قائلا لقد كان وفاة أبينا صدمة كبيرة لنا لانه كان طيبا حنونا وعطوفا عليها ولم يعاملنا لحظة بقسوة وكان دائما يشجعنا علي التفوق في الدراسة وعلي الانتظام في الصلاة وقراءة القرآن الكريم. وكان يتمني ان يساعدنا حتي نحصل علي مؤهلاتنا العليا الا ان القدر لم يمهله. اما هبة والتي تعمل مع الفقيد في العيادة الخاصة والذي حرص علي فتحها في منطقة ديرب نجم البلد لعلاج الفقراء مجانا فتقول لقد كان رجلا طيبا وعطوفا وحنونا علي الجميع وعندما يستشعر بمعاناة احد المرضي يعالجه مجانا ويقدم له الدواء ويتابع علاجه بنفسه.. وعندما علم بزواجي وفر لي جميع مستلزماتي وتبكي وتقول لقد فقدت أبا حنونا وربنا يدخله في فسيح جناته.