كان للشعر حيِّز كبير في حياة والدي وكان من عشاقه وكان يهوي والدي كتابة الأزجال والرباعيات وكثيراً ما دخل في معارك من جانب واحد (جانبه هو طبعاً ) وكتب في بعض اصدقائه أشعارا يحفظها رفقاؤه ومحبوه ودراويشه وكانوا يتناقلونها فيما بينهم فعليه كل اللعنة من يفكر في إغضاب والدي فله منه مالا يتحمله بشر، وابل من اللكمات المغلفه في أبيات زجليه يستعدي فيها والدي چيناته السكندريه ويفرج عليه خلق الله، ومن قوة والدي أنه كان يقرأ أشعاره امام ضحاياه بل ويجبرهم أن يشاركوه الضحك بسبب خفة دمه والاستعارات المكنيه (اللي م الآخر) التي يتفنن فيها.. ورثت عنه هذه الموهبه وكنت نجم الشباك في الحمام بمدرسة الحرية في المرحله الثانويه بسبب هذه الأزجال التي أضفت عليها شيئا جديدا يتناسب مع روح العصر فقد كنت ألتقط اشهر الاغاني الموجوده في بداية التسعينيات مثل لولاش قلبه مايوعاش وكل البنات بتحبك لحسام حسني مابلاش نتكلم ف الماضي لعمرو دياب وعدد كبير من الاغاني وكنت اقوم بكتابة الكلمات التي أتصيد بها ضحيتي علي الالحان الأصليه لهذه الاغنيات، وكان هناك زميل دراسه يستفزني سلوكه وكانت مأساة حياته إنني قمت بالتركيز معه فقد أصبح مرادي وهدفي وكتبت فيه العديد من الاغنيات التي لا استطيع ان انشر كلماتها إلا في مجلة البلاي بوي :) كان رد فعل زميل الدراسة في البداية الإعجاب بما أكتبه والإنبهار ولكني تماديت في رخامتي حتي أغضبته وجلست أكتب ثم أكتب واجمع اصدقائي في وقت الفسحه ونذهب إلي الحمام يتجمع حولنا اكبر عدد من الدفعات .. الدفعات الأكبر والأصغر ونردد سوياً كلمات الأغاني التي حازت علي شهره كبيره بل ووصلت إلي المدارس الاخري مع تغيير بسيط لإسم الضحيه وقد تفاجأت بذلك عندما جاءني صديق من مدرسة الأورمان يردد كلماتي وازداد الامر سوءاً مع النجاح المتواصل وبحثي عن التطوير في إغضاب صديقي ولفرد عضلاتي وقمت باستدعاء صديق يهوي الغناء إسمه محمد هاشم الذي احضر الاورج الخاص به وقمنا بتسجيل مجموعة الأغاني التي أقوم بتجريس زميلي فيها علي شريط كاسيت بمصاحبة كورال أصواته قذره مكون من شلتنا وانا علي رأسهم، إنتشر الشريط في المدرسه وقام الطلاب بنسخُه وتبادلوه فيما بينهم حتي وقعت نسخه في يد ولي أمر إحدي الطالبات ثار وقام بعمل مشكله كبيره مع إدارة المدرسه وبدورهم طلبوا مني بشكل ودي الرحيل والبحث عن مدرسه اخري وهو ماحدث بعدها بالفعل... دفعت ثمناً باهظاً لموهبتي برحيلي عن مدرستي وزملائي بسبب طولة لساني ولكنني إكتسبت دون ان أدري مهارة الكتابه علي الألحان وهي المهاره التي استفدت منها بعد ذلك علي صعيد العمل. أزجال والدي التي لم ينشرها بسبب عدم إهتمامه ومجموعة بيرم التونسي الموجوده بمكتبته وصداقته بالشاعر العظيم سيد حجاب أستاذي ومعلمي من أهم الأسباب التي جعلتني أقع في حب كتابة الشعر والأغنيه وقد كان الشاعر العظيم سيد حجاب كثير التردد علينا في شقة الدقي وكان يشاركني تشجيع النادي الأهلي وكثيراً ماكنا نلعب سوياً البينج بونج علي طاولة السفره في شقتنا وكنت أضع شرائط الڤيديو مكان الشبكه وأؤكد أنني كنت أشعر بأنه صديقي قبل ان يكون صديق لوالدي وكنت ألحظ تأثير كلمات أشعاره التي يلقيها امامنا في شقة الدقي ووقعها علي أذني وأنا في سن صغير وكانت تسحرني دون أن أدري أنني من الممكن ان اكون شاعراً، وكنت أيضاً شديد الارتباط بالشاعر الراحل عبد الرحيم منصور الذي توفي بعد أن وعد والدي ان يأتي إلينا ليقضي معنا بعض الوقت بالمصيف في الأسكندريه ولكن القدر لم يمهله وتوفي منفعلاً اثناء تناوله بعض الفواكه أثر مشاده علي ما اعتقد طبقاً لما رواه لي والدي وقتها وحزنت كثيراً لوفاته فقد كان رجل شديد الطيبه والاحترام وخفة الدم. بعد وفاة والدي اكتشفت أبيات زجلية كتبها والدي إستوقفتني وتعجبت كثيراً عند قراءتها فهي خريطه قمت أنا بتنفيذها دون ان اقرأها وكإنني دائماً وبدون قصد أستكمل ماعجز عنه والدي بسبب الكسل أو ظروف الحياه أو بسبب وفاته في سن مبكر (51 سنه) ولذلك اقر بأنني ( بواقي) لهذا الرجل العظيم فقط لاغير.. وإليكم القصيدة : لو كنت كتبت أغاني - - من عام حاجه وخمسين كنتش حاحتاج لمرمَّه - - ولا حاجري ورا عرابين و اهو مذهب زي ما يطلع - - ووراه كوبليه واتنين عن حب وهجر ولوعه - - ودموع تروي الخدين و الغنوه تجيب في ساعتها - - بالميت قول ألفين الصبح تقولها بهيه - - والعصر يعيدها ياسين وأداء علني بيتفرق - - علي طول للمستفدين ولا بال يتعكر أبدا - - ولا فكر وتطليع دين ولا نجمه عماصها ف عينها - - وتقول فين المضامين ولا عيّل صايع عامل - - فنان قتله الكوكايين يطلب تعديل ويقول لك - - مانتوش عارفين أنا مين الله يسامحك يا بلدنا- - بتزلّي المحترمين 0000000000000000000000000000 أبي......... انت كنت اجمد مني بكتيييييييير سلامو عليكو