دفعت كتائب مسلحة عراقية شيعية أمس بتعزيزات من عناصرها إلي محافظة الأنبار غرب العراق، غداة سقوط مدينة الرمادي مركز المحافظة بيد تنظيم «داعش» بعد هجوم واسع استغرق ثلاثة أيام، وذلك في وقت وصل فيه وزير الدفاع الإيراني إلي بغداد. وأعلنت كتائب عدة أن أفواجا منها أصبحت موجودة داخل الأنبار، وفي محيط مدينة الفلوجة الواقعة أيضا تحت سيطرة التنظيم، وفي قاعدة الحبانية العسكرية، استعدادا للمشاركة في أي عملية لمحاولة استعادة الرمادي. قال المتحدث العسكري باسم «كتائب حزب الله» جعفر الحسيني، إن الكتائب أرسلت ثلاثة أفواج إلي الأنبار، وتعتزم إرسال المزيد. ويأتي دخول قوات الحشد الشعبي إلي المحافظة ذات الغالبية السنية، بعد أشهر من تحفظ سياسيين سنة ومسئولين محليين علي مشاركة هذه الفصائل، مطالبين بدعم العشائر السنية المناهضة للتنظيم بالسلاح والعتاد. وحمل هادي العامري، أحد أبرز قادة الحشد الشعبي وزعيم «منظمة بدر» ذات الدور الواسع في الحشد، هؤلاء السياسيين مسئولية سقوط الرمادي. وتعد السيطرة علي الرمادي أبرز تقدم للتنظيم في العراق منذ هجومه الكاسح في البلاد خلال يونيو 2014، كما تعد نكسة لحكومة حيدر العبادي الذي أعلن في أبريل أن «المعركة القادمة» لقواته ستكون استعادة الأنبار. وباتت الرمادي (100 كلم غرب بغداد) ثاني مركز محافظة تحت سيطرة «داعش»، بعد الموصل (شمال) مركز محافظة نينوي، أولي المناطق التي سقطت أمام هجوم التنظيم قبل نحو عام. وقالت واشنطن التي تقود تحالفا دوليا يوجه ضربات جوية ضد التنظيم في العراق وسوريا، إن الوضع في الرمادي «غير محسوم» بشكل نهائي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع مورين شومان في بيان: «ما زلنا نتابع تقارير تتحدث عن وقوع معارك ضارية في الرمادي ولايزال الوضع متحركا وغير محسوم». في الوقت نفسه، وصل وزير الدفاع الإيراني، العميد حسين دهقان، إلي بغداد أمس في زيارة تأتي بعد يوم علي سقوط مدينة الرمادي بيد «داعش». وذكرت وزارة الدفاع العراقية في بيان لها أن زيارة وزير الدفاع الإيراني إلي العراق تأتي «تلبية لدعوة رسمية من نظيره العراقي خالد العبيدي». وأضافت الوزارة أن دهقان «سيبحث مع المسئولين العراقيين خلال هذه الزيارة آفاق التعاون العسكري المشترك بين بغداد وطهران».