توصل الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم بقيادة المعلم حسن شحاتة إلي »التوليفة« السحرية، واستقر علي نسبة كبيرة من معالم التشكيل والخطة والطريقة التي سيواجه بها أوغندا في اللقاء النهائي لدورة حوض النيل والمزمع إقامته غداً بين الفريقين باستاد الاسماعيلية.. وليس ثمة شك في أن هذا التشكيل وتلك الخطة والطريقة التي سيتبعها المنتخب غداً هما الأقرب والأفضل للمواجهة الحاسمة والقاطعة أمام جنوب افريقيا مع إضافة بعض المحسنات والمقويات في خطي الهجوم والدفاع للعناصر المحترفة بالخارج والتي لن تزيد علي عنصرين لا ثالث لهما يتمثلان في محمد زيدان وأحمد المحمدي.. وقد يكون الأخير بين البدلاء بعد الحالة الطبية التي ظهر بها أحمد فتحي من الناحية البدنية والتي تحتاج أيضاً لترشيد وتنقيح وتدقيق سواء في النهائيات لتكون أضبط وأفعل أو في البدايات ليكون الارتداد والمساندة أسرع وأجدي. ولست أخالف الكابتن شوقي غريب المتحدث الرسمي باسم الجهاز الفني في أن التجربة مفيدة ومثمرة للغاية لأنها بالفعل كذلك.. لكنني فقط أعارضه في ترتيب أولويات المنفعة حيث يرونها ويترجمها الكابتن شوقي في فاعلية الهجوم المصري وتمكنه من إحراز أربعة أهداف من الخمسة بأقدام بلال ثلاثة وحمدي الرابع وتكفل جمعة بالخامس.. ولعلي هنا أوضح وأحدد أن الهجوم المصري لا يمكن أن يقف عند أحمد بلال مع اعترافي وإشادتي بمجهوده وامتناني لفضله في الثلاثية.. ولا يصلح أن يعتمد علي حمدي حتي مع سعيد ونشاطه ودأبه.. وهذا لسبب بسيط أن المهاجمين لهم أدوار جانبية وثانوية أخري عند افتقاد الكرة لا يمكن لطاقة بلال أو كفاءة حمدي القيام بها.. كما أن مهارة أحمد علي المحدودة لا تؤهله للقيام بهذه الأدوار ولو حتي الهجومية منها.. ولذلك فإني أنصح الجهاز الفني في الاجتهاد بتجهيز الآخرين أمثال زكي ومتعب وحتي مراجعة مواقفه مع ميدو وليكون أحدهم إلي جوار أو خلف زيدان. أما الفائدة الأهم التي أراها في أولوية ترتيب المنافع فهي قرب اكتمال خط الوسط بتألق النجم الموهوب شيكابالا وعودته إلي سابق عهده في التعاون مع زملائه بعد أن افتقد تلك المكرمة في أولي مشاركاته.. ولو استمر شيكابالا علي هذا التعاون وتخلي عن »المودية« وابتعد عن الاستعراض لكان أفضل وأفعل الإضافات لهذا الخط الذي توازن مؤخراً باستعادة أبو تريكة لجانب كبير من ثقته بنفسه وحتي توازنه ومعه وعلي نفس المستوي حسني عبد ربه رمانة ميزان هذا الخط والذي يقترب بشدة من مستواه العالي الذي عرفناه جميعاً به حتي وإن افتقد القوة والدقة في التسديدات التي كانت تتحلي أحياناً »بالصاروخية« والتي كان آخرها هدفه الرائع في مرمي زامبيا والذي رجح كفتنا عليها هناك بهذا الهدف العزيز في التصفيات الافريقية. ولا يمكن ونحن نشيد بتكامل خط الوسط من خلال شيكابالا وأبو تريكة وحسني أن نغفل النشاط والحيوية والفاعلية التي أضفاها الصاعد الواعد ابراهيم صلاح علي هذا الخط لكن دوره يتعاظم في الدفاع وتشكيل حوائط صد متقدمة في الأمام.. ونحن نحتاج أمام جنوب افريقيا إلي من يسدد ويستغل أشباه الفرص من مسافات بعيدة وزوايا حادة وهذا ما يفتقده ابراهيم صلاح.. وكذلك اللاعب الموهوب عمرو الوليد والذي يملأ مربع الوسط حركة وفاعلية غير أنه حتي الآن لا يتميز بالسرعة المطلوبة ويحتاج للتدريب علي التسديد أيضاً من مسافات متباينة.. ولابد من الدفع بوليد سليمان في فترات أطول ليس في مركز المدافع الأيسر وإنما في وسط الملعب لأنه يتسبب في تنمية وتعلية المحصلة الإنتاجية بطاقته الخلاقة وقدراته المتباينة ولا شك أن تجهيز حسام غالي والدفع به يشكل انفراجة للجهاز الفني للمنتخب لأنه يجيد الأداء في عدد من مراكز خطي الدفاع والوسط فضلاً عن انطلاقاته السريعة لتكثيف الهجمات من العمق والتسديد بكلتا القدمين والرأس للتهديف.. أما جدو فهو البديل الكفء وقت الحاجة. الخطة والطريقة والأسلوب ليست قابلة للتعديل والتغيير الفجائي عما يتبعه المنتخب حالياً.. غير أن المطلوب إضافة نسبة أكبر من المرونة والتعديل في الأساليب لمواجهة الظروف والمتغيرات المقابلة ومواجهة المفاجآت والتحسب للصدمات والتحول في الأهداف والغايات.