د. نبيل العربى يتحدث ل «الأخبار» كأنه «مسك الختام» انفتح د. نبيل العربي - علي غير عادته- علي الاعلام في إطلالة علي بعض الصحف والفضائيات وكان حريصا علي ان يكون لقاؤه مع «الأخبار» هو خاتمة هذا النشاط وذلك قبل ساعات قليلة من انعقاد مؤتمر القمة العربي ال 26 والذي دفعته الظروف التي تمر بها المنطقة ليكون مؤتمرا غير مسبوق تصادف ان يكون مكان انعقاده في مصر والتي استضافت آخر قمة في العام 2000 وكذلك يترأسه الرئيس عبدالفتاح السيسي صاحب الشعبية غير المسبوقة.. وهذا نص الحوار. ماذا تمثل هذه القمة بالنسبة للعمل العربي المشترك ولكم شخصيا؟ - القمة الحالية تأتي في وقت في غاية الأهمية خاصة أن المنطقة تشهد تحديات غير مسبوقة والنيران مشتعلة شرقا وغربا وتزايد آفة الإرهاب بالاضافة إلي المشاكل القائمة منذ مدة كبيرة فهناك المشكلة المركزية وهي القضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وبالتالي فإن الظروف غير مسبوقة ويجب ان تكون القمة علي مستوي المسئولية، و العالم العربي ينظر إليها بشكل كبير. هل لمست خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة الحالية ان هناك اهتماما عربيا عكس القمم السابقة؟ - يوجد اهتمام عربي حقيقي بالقمة الحالية ويكفي ان نقول ان هناك دولا كثيرة من الدول الكبري تتصل بالجامعة لتسأل ماذا نفعل؟ وهذا لم يحدث من قبل مما يؤكد أن هناك اهتماما دوليا وإقليميا بمجريات الأمور علي الصعيد العربي والنتائج المتوقعة من القمة العربية وطالبت بأن يكون رد الفعل تجاه الأزمات العربية جماعيا وليس قاصرا علي الجامعة فقط. هل يمكن اعتبار ذلك دفاعا مسبقا عن الجامعة؟ - لا.. نحن لسنا في وضع دفاع عن أنفسنا ولكن المنظمات الاقليمية والدولية هي مرآة صادقة لما يتفق عليه بين الدول نفس الأمر مع الجامعة العربية فعندما يسأل عن دور الجامعة تجاه القضية الفلسطينية فيجب أن نسأل أيضا وماذا فعلت منظمات المجتمع الدولي والامم المتحدة لحل القضية الفلسطينية والجامعة تترك الاتهامات الموجهة له وتنشغل بإيجاد حلول جذرية للأزمات العربية. وماذ يعني استضافة مصر للقمة في ظل تلك الظروف التي تحيط بالمنطقة العربية ورئاسة الرئيس السيسي؟ - مصر لم تتول رئاسة القمة العربية منذ 15 سنة والأن يوجد رئيس جمهورية لمصر كبير وله شعبية ضخمة جدا وغير مسبوقة علي المستوي الاقليمي وبالتالي فإننا نعول علي الدورة الحالية للقمة ان تخرج بقرارات تتصف بالحكمة وان تتناسب مع حجم التهديد الموجود ونحن في الجامعة كلفنا خلال الاجتماع الوزاري بتاريخ 7 سبتمبر أن نضع تصورا حول «صيانة الأمن القومي العربي» وتم تكليفي بوضع سبل لمواجهة الارهاب بكافة الأشكال حيث تكون مواجهة شاملة فكريا واقتصاديا وايدولوجيا ودينيا والا تكون مقتصرة علي المواجهة العسكرية فقط خاصة أن العملية ليس مواجهة إرهاب فقط، والأمر في النهاية سيتم معالجته عن طريق قرارات القادة العرب. وما رؤيتك الشخصية لمواجهة الارهاب بعيدا عن قرارات القادة العرب؟ - وجهة نظري تتعلق بضرورة تفعيل إتفاقية الدفاع المشترك ويمكن تطويرها بشكل أكبر ومن خلال الوثائق التي لدينا فيمكننا الاعتماد علي معاهدة الدفاع العربي المشترك لعام 1950. هل تعتقد أن دعوة الرئيس السيسي لتشكيل قوة عربية مشتركة يمكن ان تنفذ خلال الفترة القليلة القادمة؟ - أنا لن أستبق الأحداث، والأمر متروك للرؤساء خلال اجتماعاتهم في الجلسات المغلقة بعد غد. وماذا عن الأوضاع في اليمن خاصة في ظل التطورات الأخيرة وعودة الأزمة اليمنية للجامعة العربية بعد أن كانت الكلمة الأولي فيها لمجلس التعاون الخليجي؟ - وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا تشاوريا قبل اجتماعهم غدا لبحث التطورات الأخيرة هناك يمكنني القول ان اليمن يشهد تدخلا إيرانيا وهو ما ادي لتطور الأزمة، والحكومة الحالية الآن باليمن طلبت رسميا من الجامعة العربية أن تتدخل رسميا لمواجهة الانقلاب الحوثي. وما تقييمك لتصريحات قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني والتي أشار فيها إلي أن إيران تتحكم في 4 دول عربية؟ - تصريحات سليماني مقلقة جدا وأعتقد انها ستأخذ حيزاً من المناقشات الوزارية بشكل كبيرونحن في انتظار جلسات الاستماع لوزراء الخارجية اليوم. وماذا عن الأوضاع في ليبيا خاصة أن الجامعة غائبة تماما عن البحث في آليات للحل؟ - في اتفاق تم من فترة علي أن الجميع يعمل تحت مظلة المبعوث الأممي وأن يكون هو المسئول وان يعمل الجميع علي إيجاد حل توافقي للأزمة. هل هناك تغيير في الموقف الامريكي من الأزمة السورية وهل هناك محاولة لإعادة بشار الأسد مرة ثانية علي الساحة السورية بعد تصريحات «كيري»؟ - هناك تغير من الموقف الامريكي تجاه أغلب قضايا المنطقة وتغيرات علي المستوي الروسي تجاه المنطقة أيضا، وهناك حركة تغيرات كبيرة تشهدها الساحة الدولية حاليا ولكن الدولة الوحيدة التي لم نعرف تحركاتها ومواقفها حتي الآن هي إيران. وماذا عن موقف الائتلاف خاصة انه حصل علي مقعد سوريا في الدوحة وألقي كلمة في الكويت ولكن الآن الأمور لم تتضح؟ - امير قطر الشيخ حمد بن خليفة دعا الائتلاف لحضور قمة الدوحة وفي الكويت كان هناك اعتراضات علي وجوده ولكن في نهاية الأمر تم الاتفاق علي إلقائه كلمة أما في القمة الحالية فإن القاهرة هي من وجهت الدعوات وللضغط في هذا الموضوع تقرر ألا يكون هناك كلمات عن سوريا او ليبيا وسيكون التركيز بشكل أكثر علي قضايا صيانة الأمن القومي العربي.