أريج سلامة قبل شهور من الآن طرحت الأخبار في أحد تحقيقاتها الاتجاه إلي نبات حب العزيز كمحصول زيتي يمكن أن يساهم مساهمة فعالة في حل أزمة الزيت، لكن هذا الكلام كان في إطار اقتراحات الخبراء المبنية علي أساس ما تم تجربته بالخارج. في هذه المرة الكلام مختلف لأن ما قاله الخبراء تم تأكيده في دراسة حصلت بها باحثة علي رسالة الدكتوراه من قسم الاقتصاد المنزلي بكلية التربية النوعية جامعة المنيا، ليس ذلك فحسب لكنها كشفت في رسالتها عن مفاجأة وهي ان الزيت المستخرج من حب العزيز يشابه زيت الزيتون في الطعم والرائحة والقيمة الغذائية. الباحثة أريج سلامة صاحبة الرسالة تقول ان دراستها لحب العزيز كانت بهدف إزالة الصدأ عن هذا الكنز الزراعي الذي نجهل الاستفادة منه رغم أنه نبات عرف في مصر القديمة.. وإذا كان أحد أسباب عدم الاستفادة منه هو ان استخدامه قاصر علي تناوله كتسالي في الموالد الشعبية، فإن ما أردت الباحثة الوصول إليه هو الكشف عن استخدامات متعددة له، ومنها استخدامه كمحصول زيتي يساهم في التقليل من الاعتماد علي استيراد الزيت من الخارج. وتؤكد الباحثة: " توصلت إلي تشابه الزيت المستخرج من نبات حب العزيز، مع زيت الزيتون في الطعم والرائحة". وكشفت ان نوعي الزيت احتويا علي " حمض الإليك "، المميز لزيت الزتون ، بنسب متقاربة، حيث كانت نسبته في زيت حب العزيز 68 ٪ بنسبة أقل 1 ٪ فقط عن زيت الزيتون. واختبرت الباحثة في دراستها الرائحة والطعم لزيت حب العزيز، من خلال تجربته مع 200 شخص طلبت منهم إبداء الرأي في رائحته وطعمه عند مقارنته مع زيت الزيتون. وكانت خلاصة ما اجتمعت عليه الآراء هو تقارب نوعي الزيت من حيث الطعم والرائحة ". وأوضحت ان اختبار عمر الزيت- مدي تحمله لعملية تحمير المواد الغذائية- كان من النتائج المهمة - أيضا - التي توصلت إليها في دراستها علي زيت حب العزيز. وعمر الزيت هو عامل مهم جدا يتحكم في قرار المستهلك عند الشراء. وتقول الباحثه: " كان زيت حب العزيز رائعا في هذا الأمر، حيث أثبتت الإختبارات التي أجريت عليه بعد تحمير مواد غذائية به لمدة أربع ساعات ان مواصفاته لم تتغير كثيرا، بما يعني انه يتحمل التحمير لفترة أكثر من الأربع ساعات ". وشملت هذه الإختبارات قياس نسب بعض العناصر قبل وبعد التحمير، منها الأحماض الدهنية الحرة والبوليمر، فكانت في الأحماض الدهنية الحرة 1.34 في المائة قبل التجمير، ثم ارتفعت بنسبة بسيطة إلي 1.37 بعده، اما في البوليمر فكانت 49 من 10 آلاف قبل التحمير، ثم ارتفعت بعده إلي 61 من 10 آلاف. وكانت هذه النتائج كفيلة لأن تطالب الباحثة بإعتماد حب العزيز كمحصول زيتي يمكن ان يساهم في سد فجوة الزيت بمصر، والتي وصلت - مؤخرا - إلي 94 ٪ حيث لا تنتج مصر سوي 6 ٪ فقط من احتياجاتها من الزيوت. وتقول الباحثة: " المشجع في الأمر ان حب العزيز نبات ينمو في المناطق الصحراوية، وما أكثرها في مصر، ويمثل الزيت 23 ٪ من مكونات الحبة. وتشابه زيت حب العزيز مع زيت الزيتون الذي كشفت عنه الباحثة في دراستها، يضيف بعدا آخر مميزا لحب العزيز يشير إليه خبير الصناعات الغذائية د.أحمد خورشيد وهو سهوله استخراج الزيت من الحبه. ويشير خبير الصناعات الغذائية إلي ان تكنولوجيا استخراج الزيت من حب العزيز هي ذاتها المستخدمة مع الزيتون. ومن خلال ذلك يدعو د.خورشيد إلي أن يكون مكملا للزيتون في مصانع إنتاج الزيت. ويقول : "هذه المصانع نشاطها موسمي مرتبط بموسم الزيتون؛ لأنه من المحاصيل التي لا تتحمل التخزين، ومن ثم يمكن لها أن تنتج زيت حب العزيز إلي جانب نشاطها الأساسي في غير مواسم الزيتون " . وعن إمكانية مزاحمة التوجه نحو استخدام المحاصيل الزيتية في الطاقة الحيوية لإستخدامته الغذائية، يقول:" في الدول الأوربية يستغل في هذا الإتجاه لحاجتهم إليه، ونحن في مصر لا نحتاج للطاقة قدر احتياجنا للغذاء " . ويضيف: " فليستغلوه فيما ينفعهم، ولنستغله نحن فيما ينفعنا ". ولكن ما هي البداية لاستغلال هذا النبات؟ نعود للباحثة أريج سلامة التي أكدت ان البداية لابد ان تنطلق من المعرفة، وتقول في هذا الإطار: " للأسف عندما كنت بصدد الإعداد لرسالة الدكتوراه اكتشفت أنه لا توجد بوزارة الزراعة المصرية أي معلومة رسمية عن زراعات حب العزيز، مما يشير إلي اختفاء هذا النبات من خريطة الوزارة ". ووفقا لجهود البحث التي قامت بها الباحثة، فإنها وجدت ان النبات لا يزرع إلا في بضع أفدنة بمدينة رشيد، ويذهب محصول هذه الزراعات لصالح تجار التسالي في مدينة طنطا، حيث يباع في مولد السيد البدوي، وكذلك في الموالد التي تقام بالمدن المجاورة . حازم بدر