في كتب التاريخ، كما في وجدان الشعوب، تبدو الزعامة كما الدهشة ؛ تولد فجأة.. لايمكن أن تعرف لها سببا اوتمسك لها خيط بداية غير أن السماء ارادت لها ظهورا ووميضا ومكانا مريحا وخالدا في عمق الوجدان الجمعي.. ويعيد التاريخ نفسه ويقدم ابطالا لكل مشهد ومرحلة ووطن.. في تاريخ مصر الوطني كتب الرئيس عبد الفتاح السيسي اسمه بحروف بارزة منذ اضطلاعه بأهم واخطر المهام واضعا عمره وحياته ومصيره علي كفه يوم 30 يونيو مستجيبا لنداء الشعب وانقاذ وطن لكنه حرر شهادة زعامة دولية له مشفوعا بمكان الميلاد: شرم الشيخ وتاريخ الميلاد مارس 2015. «مصر تستيقظ الآن» .. عبارة قوية قفزت بالرئيس السيسي الي عمق الوجدان المصري بدفء شديد زعيما حقيقيا ذا كاريزما قوية ولافتة ومدهشة .. هذه المقولة فتحت أمامنا صفحات كتاب زعماء مصر الوطنيين في التاريخ الحديث.. يوم 9 سبتمبر عام 1881 حين وقف احمد عرابي امام قصر عابدين متحديا الخديوي توفيق وقال قولته المدوية : « لقد خلقتنا أمهاتنا احرارا ولن نستعبد بعد اليوم».. ومع اندلاع شرارة ثورة 1919 ظهرت لاءات سعد الثلاث في مقولته الشهيرة : «لا استعباد لا استعمار لا حماية» ليسكن وجدان الشعب.. تماما كما لم يقتل الارهاب الاسود باسم الدين الزعيم انور السادات في يوم احتفاله بذكري انتصاره وهوالذي كان قد خلد اسمه بين الزعماء من لحظة اتخاذه قرار الحرب في اكتوبر 1973 .. وما بين ذكري ثورة يوليو 1952 وطلقة الزعيم جمال عبد الناصر بإعلانه التاريخي: تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية والتي قدمت ناصر كزعيم وطني بقوة غير مسبوقة وما قدمه مؤتمر شرم الشيخ من زعامة وبعد أربع سنوات أيضا من ثورة 25 يناير التي اندلعت ضد الفساد والتوريث تبدو ملامح التكوين واحدة والمسار الثوري واحدا وتحريك الكتلة الصامتة. سمات واحدة وخطاب واحد تكاد لاتفرق بين مفرداته لدي مفجر ثورة يوليووهذا الزعيم الذي وقف الغرب في لحظة تاريخية بشرم الشيخ يصفق له بكل اعجاب واحترام وربما بقلق بعدما سكن وجدان شعبه الحر .