عاود قداسة البابا بندكس بابا الفاتيكان تصريحاته المطالبة بحماية المسيحيين في مصر مثل هذه التصريحات تعد تدخلاً في الشأن الداخلي المصري وتزيد من حدة التوترات وردود الافعال كما تأتي من قبيل الدعوة الي التعصب الديني والعنصري وبالتالي اثارة الفتن والقلاقل والهلع في النفوس. ادعاء البابا بأن مسيحيي مصر يجب حمايتهم ادعاء غريب ومثير للعجب.. حقيقة الامر ان الطبيعة الجوهرية للمصريين مسلمين ومسيحيين ستبقي مستندة تماماً الي المثل الوطنية ومشاعر الاخوة والوحدة والولاء لمصر. مسيحيو مصر جزء اصيل من شعب مصر وحمايتهم واجبة علي المسلمين. كما هي مسئولية الحكومة المصرية.. ان مظاهر التضامن المتزايدة منذ حادث كنيسة القديسين والمثيرة للاعجاب ترفع من روح كل مصري وتمده بالثقة وستظل هذه الروح جامدة ولن تتأثر بهذه الادعاءات والحملات وسيعيش المسلمون والمسيحيون في سلام جنباً الي جنب بفضل تقاليد التسامح والثقافة واللغة. هذه الدعاوي والتصريحات تحيط بصحتها الشكوك وان المرء يستطيع ان يسأل قداسة البابا لماذا تغضون النظر عما يحدث علي ارض فلسطين حيث تمضي اسرائيل قدماً في تنفيذ خططها لتهويد القدس وهدم مقدساتها الاسلامية والمسيحية اضافة الي الارهاب المكشوف المدعوم من الغرب وامريكا والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرض لها المواطنون العرب مسيحيين كانوا أم مسلمين وممارسات القتل والتشريد كل هذه الاحداث تجري علي ايدي قوات الاحتلال.. الاحداث الواقعة علي الارض العربية بهدف تقويض دعائم شعوبها تقويضاً ذاتياً كما يحدث في العراق والسودان كلها تدين الصهيونية وترتب مسئوليتها عن اعمال التخريب التي يرتكبها وكلاؤها المحرضون واعضاؤها المشتغلون بالسياسة. هذا التناقض الغريب في المواقف يعتبر أكثر فظاعة في حالة السكوت عما يحدث في الارض المحتلة. قداسة البابا ابناء مصر مسلمين ومسيحيين استشهدوا واختلطت دماؤهم الطاهرة عام 37 دفاعاً عن مصر بفضل جذور الحب والانتماء الممتدة في قلوبهم وروح العزة والكرامة التي تتجلي فيهم عند الشدائد لن يتأثروا بهذه الحملات.