تكريم الرئيس حسني مبارك للدكتور مجدي يعقوب ومنحه أعلي وسام في الدولة لا يقدم الا لرؤساء الدول وهو قلادة النيل العظمي هو تكريم للعطاء.. وللنابغين من ابناء مصر المخلصين. وأجمل ما في التكريم ما قاله الرئيس مبارك في كلمته ان تكريم د.يعقوب هو في جوهره تكريم لما يرمز اليه هذا العالم الجليل من عطاء مصري أصيل لأرض مصر الطيبة وشعبها العريق.. وان تكريم هذا النطاسي البارع يحمل في طياته تكريماً للعديد من أبناء مصر النابغين ممن يجتهدون علي ارضها.. او خارج حدودها فيحملون اسم مصر ويحوزون تقدير وإعجاب العالم. د.مجدي يعقوب نبت طيب لأرض مصر المعطاءة.. فعندما برع في جراحة القلب في لندن واصبح علماً من أعلام الطب في العالم يفخر به كل مصري.. كنت اتابع بشغف اخبار نبوغه وتفوقه.. واتابع بحب ما يقوم به نحو ابناء بلده.. عندما كان يحضر سنوياً لاجراء جراحات في قلوب المصريين في مستشفيات مصر لا ينظر الي ديانته او مكانته الاجتماعية.. وإنما ينظر اليه علي انه مريض يحتاج الي رعايته ومشرطه ليعيد الي قلبه حيويته.. لهذا قدم خدماته بالمجان. ولكنه شعر ان مصر تحتاج منه الي الكثير فسعي الي انشاء مركز للقلب في اقصي جنوب البلاد في اسوان لاحساسه ان الصعيد واطفاله ونساءه في حاجة ماسة لتقديم الخدمات الطبية الفائقة لهم لأنهم عانوا كثيراً من النسيان والاهمال.. وآن الأوان لأن ينعموا بخدمات صحية مميزة.. وفي هذا برهان عملي علي احساس وطني راق ينطلق من المسئولية الاخلاقية والإنسانية تجاه بني وطنه. وللدكتور مجدي يعقوب كلمة مأثورة في هذا المجال تدل علي مدي احساسه الوطني فدائماً ما يردد بأن ما يفعله هو رد للجميل لمصر التي اعطته الكثير.. لايمن علي بلده بما يقدمه بل يؤكد ونبرات صوته تنطق بكل الصدق ان هذا جزء بسيط من الكثير الذي قدمته له مصر.. ويري ان ما يفعله قليل بالنسبة لوطنه ولهذا فهو يسعي لأن يصبح مركز القلب الذي يحمل اسمه بأسوان مركزاً عالمياً يفد اليه اساتذة الطب من كل التخصصات سواء من المصريين المقيمين بالخارج.. او من زملائه الاجانب لعلاج الفقراء من ابناء بلده قبل الاغنياء.. ويري ان هذا المركز ملك لكل مصري.. ولقد دعا كل المصريين لأن يقدموا له كل العون ليستطيع ان يقوم برسالته. د.مجدي يعقوب ضرب المثل في عشق تراب مصر.. وهناك غيره كثيرون ينشرون علمهم في كل ربوع الدنيا.. ونحن في امس الحاجة للاستزادة من علمهم وخبراتهم لتطوير المنظومة الطبية والبحثية لتتقدم مصر.. فطيور مصر المهاجرة يمكنها ان تقدم الكثير للوطن الأم الذي امدهم بكل ما يملك حتي اشتد عودهم وتفتحت ألبابهم وهاجروا الي بلاد استقطبتهم بالامكانات والاموال لتستفيد من نتاج عقولهم.. وقد يتناسي البعض ما قدمته مصر له الي حين ولكنه ابداً لا يستطيع ان ينسي جذوره الممتدة في اعماق هذه الارض الطيبة.. لهذا فأنا ادعوهم لأن يقتدوا بالدكتور مجدي يعقوب والدكتور مصطفي السيد والدكتور احمد زويل والدكتور فاروق الباز ود.محمد النشائي وكلهم يحاولون تقديم خلاصة ما تعلموه الي بلدهم لترتقي مصر الي مكانها الطبيعي بين الأمم.. فهي اول من قدم نور العلم للعالم.. واول من صنع الحضارة علي الارض وفجر الضمير الانساني انبثق نوره من مصر.. وانتشر ليعم الكون كله. انني اتوجه بنداء الي جميع ابناء مصر النابغين في كل بلاد الدنيا.. مصر في احتياج علمكم وخبراتكم وجهودكم فلا تبخلوا بها عليها.