«آسف بشدة لأن البعض يعتبرون حضوري إلي هنا أمراً سياسياً».. بهذه العبارة التي تثير الضحك استهل رئيس الوزراء الإسرائيلي خطابه في الكونجرس الأمريكي في معرض رده علي «الرفض المعلن» من قبل إدارة الرئيس باراك أوباما لذهابه إلي الكونجرس دون موافقتها. ما قاله وفعله نتنياهو ما هو إلا الغوص في «بجاحة» ليست بجديدة علي هذا الرجل الذي لا يترك مناسبة إلا واستغلها سياسيا لقلب الطاولة علي الحقائق تحقيقا لمصلحته الشخصية لاسيما مع دخوله الانتخابات بعد أسبوعين، فسنحت له الفرصة ليغازل ناخبيه من منصة الكونجرس. إعلان إدارة أوباما رفض زيارة نتنياهو التي جاءت تلبية لدعوة من الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون باينر، في بادرة اتخذت بدون استشارة إدارة الرئيس الديمقراطي، تعيد إلي الأذهان موقفا مشابها عندما رفضت باريس حضور نتنياهو مسيرة ضخمة نظمتها بعد حادثة «شارلي إبدو» الشهيرة، والذي تسابق رئيس الوزراء الإسرائيلي للوقوف في الصف الأمامي فيها للتنديد ب»الإرهاب». هذه المرة أصر نتنياهو علي امتطاء منصة الكونجرس ليقصف منها صواريخه تجاه إيران في مسعي منه لنسف أي اتفاق مأمول بين طهران والقوي الكبري بقيادة الولاياتالمتحدة، وظنا منه أن ذلك سيقوده إلي مكاسب يمكن استغلالها في حملته الانتخابية. ورغم أن هذا الخطاب أثار خلافات بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل وذلك استنادا لما هو معلن في وسائل الإعلام أن إدارة أوباما قاطعت الخطاب مع وجود وزير الخارجية جون كيري في سويسرا لإجراء محادثات مع نظيره الإيراني، وسفر نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلي أمريكا اللاتينية، فيما كان أوباما يجري اتصالات بقيادات أوروبية في الوقت الذي كان يتحدث فيه نتنياهو، إلا أنها تبقي فقط «ظاهرية ومؤقتة» ستزول فور عودته إلي تل أبيب، فمن يراهن علي تأثر العلاقات الإسرائيلية الأمريكية فهو خاسر بلا شك.