عندما أستمع إلي الدكتور مجدي يعقوب بأحد البرامج التليفزيونية وهو الأمر النادر.. فمن كثر عمله وعلمه قل كلامه.. تنتابني سعادة الفخر والاعتزاز ويثير في النفس شجونا عن مصر وهمومها ووجع قلوب أبنائها الغلابة وكيف تسكن بداخله وسط انشغالاته وابحاثه ومؤتمراته وزياراته العديدة لدول العالم لخدمة الطب ورعاية المرضي والفقراء.. أعطاه الله العلم والتواضع الجم والنجومية المشرقة التي بلغت آفاق الدنيا.. ووهبه عقل لخدمة البشرية وقلبا كبيرا للخير والعمل الإنساني. أشعر أني أمام رمز جسد كل معاني وقيم الإنسانية والانتماء الحقيقي لتراب وطنه.. ولو تمثل به كل مصري.. كل في مجاله وحياته لبلغت مصر آفاق الأمم وتغلبت علي كل مشاكلها.. كتبت عن العالم الكبير الدكتور مجدي يعقوب في هذا المكان يوم 8 يوليو الماضي تحت عنوان »الفارس النبيل د. مجدي يعقوب« ولا توفيه حقه المجلدات عن عطائه العلمي والطبي والإنساني، بدأ من إحدي مدن محافظة الشرقية الصغيرة في رحلة كفاح علمي حتي حفر اسمه في تاريخ الطب المعاصر.. وأصبح بعطائه رمزا للانتماء وتجسيدا لمعني الخير والإنسانية. امتلك د. مجدي يعقوب قلوب كل المصريين.. بينما كان الرئيس حسني مبارك رمز مصر، يقلده قلادة النيل العظمي.. أحاط الرئيس عنق الدكتور يعقوب بالقلادة تقديرا له ورد الدين لهذا العالم والرجل الأصيل في عنق كل مصري. وأصبح الدكتور يعقوب الذي أطلقت عليه الصحافة البريطانية »ملك القلوب« تقديرا لنبوغه في طب وجراحات القلب، ملكا حقيقيا في قلب كل مصري وكأن قلادة النيل العظمي جاءت تعبيرا عن ألسنة بسطاء المرضي والمصريين في قري ونجوع مصر، التي تلهج له بالدعاء. التقدير تكريم من مصر لابنائها.. ورعايتها لهم سواء كان قبطيا أو مسلما.. فقد أصطبغ هذا الرجل بصبغة الإنسانية أساس كل دين سماوي انزله الله.. والمقارنة دائما تقتحم النفس والعقل عندما تستمع أو تقرأ عن الدكتور مجدي يعقوب، هذا العالم الذي يعمل في صمت لخدمة بلده وشعوب الدول الفقيرة وتقدم طب القلوب لصالح البشرية، يطل علينا بالأمل والعطاء والتسامح والتفاؤل، وآخرون لا يملكون غير الصراخ علي شبكات الفضائيات ليل نهار في جرعات سوداء محبطة هدامة.. وهم في الواقع لا يمثلون غير بطولات وهمية ومصالح شخصية.