بدأ ملايين من السودانيين الجنوبيين الادلاء باصواتهم امس في استفتاء طال انتظاره بشأن الانفصال من المتوقع ان يؤدي الي انقسام اكبر دولة افريقية من حيث المساحة الي جزءين. واطلق رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير عمليات الاقتراع مشيدا باللحظة التاريخية التي يمثلها هذا الاستفتاء الذي شهد اقبالا "كثيفا جدا" منذ ساعاته الاولي. واعلن المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء جورج ماكير ان جميع مراكز الاقتراع في جنوب السودان وشماله فتحت ابوابها وان الاقبال علي الاقتراع "كثيف جدا" مضيفا ان جوبا عاصمة الجنوب ومدن اخري شهدت اجواء كرنفالية احتفالية اكثر منها انتخابية تميزها الزغاريد الافريقية والاغاني التراثية. وقد أكد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أن مصر تتابع باهتمام كبير هذا الحدث المفصلي الذي يشهده السودان.. وأن مصر تستشعر الارتياح لما أبداه شريكا اتفاق السلام الشامل من تعاون وتفهم للتحديات التي تواجه السودان.. وأشار إلي أن استفتاء تقرير مصير جنوب السودان وأيا كان خيار الأشقاء في الجنوب يمكن أن يعد خطوة لبداية مرحلة جديدة من التعاون والسلام والتنمية بمفهومها الشامل في السودان.. وأن مصر تدعو جميع الأطراف للحفاظ علي إنجازات السلام بالسودان. وكان الناخبون قد ناموا امامها خلال الليل. ومن الناحية الامنية اعلن المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان فيليب اجوير "لم تحدث اي اشتباكات في ولاية الوحدة والوضع هاديء في جنوب السودان" الا انه اضاف انه لا يملك معلومات في الوقت الحاضر عن الوضع في منطقة ابيي النفطية الواقعة بين الشمال والجنوب ومن المقرر ان يصوت نحو اربعة ملايين ناخب جنوبي في 2638 مركزا انتخابيا بشمال وجنوب السودان وثمان من دول المهجر بينها مصر وكينيا والولايات المتحدة. ويراقب عملية التصويت مئات المراقبين الدوليين، وآلاف المراقبين المحليين. ومن جانبه، قال السناتور كيري الذي شارك في اتصالات واسعة مع المسئولين في الشمال والجنوب لانجاح الاستفتاء "انها بداية فصل جديد في تاريخ السودان وهو فصل مهم جدا".