بالتأكيد خطاب الكراهية الدائر عمدا عبر فضائياتنا يفوق ما يمكن تحمله وتجرعه..كما انه ليس من الإعلام في شيء هذا الخطاب التحريري المتحيز وبلا هوادة بدافع الوطنية.. ويظن مقدمه انه كلما زاد وعلا شخيطه فينا زادت وطنيته عندنا، وكلما اشتغلنا بخروجه عن شعوره وتلفظه بعبارات فجة يصف فيها ما يحدث حولنا تخيل انه أدي رسالة إعلامية بليغة وأننا استقبلناها بلهفة وكرهنا ما كرهه، ويتوهم أنه أتحفنا بفطنته وألمعيته حين يفسر بتعسف ما غمض علينا.. وهو يدرك تماما ونحن أيضا أن تحابيش الإثارة الإعلامية الرديئة التي ينزها فينا ربما تزيد من إعلانات يخدم بها صاحب الدكان اقصد الفضائية.. أما الوطن ومصلحته وانتشاله من مستنقع الكراهية التي يحاول هو ومن معه إلقاءنا فيه فأظن له حديث آخر ليس علي الفضائيات..! خطاب الكراهية لن يفعل فينا غير ما أرادت المعلمة أن تلقنه درسا لأبنائها حين أحضرت عددا من الأكياس وكميات من البطاطس وطلبت من كل طفل أن يلتقط كيسا ويضع فيها حبات من البطاطس بعدد الأشخاص الذين يكرههم.. بعضهم حمل اثنين والآخر ثلاثة وآخر خمسة وهكذا.. ثم طلبت منهم إغلاق الكيس تماما وحمله معهم أينما يذهبون ويحضرونه معهم لمدة أسبوع.. بمرور الأسبوع أحس الأطفال برائحة كريهة نتنة تخرج من الأكياس وعليهم تحمل الرائحة وثقل الكيس أيضا..وطبعا كلما كان عدد البطاطس أكثر كانت الرائحة أنفذ وانتن والكيس أثقل.. بدأ الأطفال يشكون من الإحباط والرائحة النتنة. قالت المعلمة: هذا ما نحمله من كراهية لشخص ما في قلوبنا.. الكراهية تلوث قلوبنا ونحملها أينما ذهبنا.. ألا يكفينا يا مقدمي الفضائيات حملا لأكياس البطاطس. من أجل وطن يجمعنا كلنا يا مقدمي فضائياتنا..كفانا حملا للعفونة..!