حزنت، كما حزن كل مصري، علي استشهاد الناشطة السياسية شيماء الصباغ أثناء ذهابها مع زملائها لاحياء ذكري شهداء 25 يناير في محيط ميدان التحرير.. حزنت عليها كأم، وكمواطنة مصرية دمها عزيز وشريف وغال، حزنت عليها لأن الدم كله حرام.. وقامت الدنيا ولم تقعد في الفضائيات تطالب بالقصاص لشيماء التي تغرق ومها بين الشرطة، والمتظاهرين، وزملائها والطرف الثالث.. كل هذا جميل دمهم ولا غبار عليه. ولكن.. في نفس الوقت تقريبا، وان كان في مكان آخر، استشهد المجند محمد خلف اثناء قيامه بالخدمة في الشارع، اصابته طلقات غادرة من عناصر إرهابية تخرج كالافاعي تصطاد ضحاياها ثم تعود سريعا إلي جحورها.. استشهد محمد خلف، ولم يتحدث عنه أحد، ولم تفرد الفضائيات مساحة زمنية للحديث عن محمد أم أنه لا يستحق، أو أن دمه حلال مستباح ولماذا لم تقم قائمة الجماعات التي تسمي نفسها جماعات ثورية، بالتنديد بقتله، ولماذا لم تطالب بسرعة بيان أسباب استشهاده وهو يدافع عني، وعنك، وعن أسرتك.. ذهب المجند محمد خلف دون ان يبكيه احد سوي اسرته وجيرانه، وكأننا ظلمناه حيا، وميتا، واستكثرنا عليه أن نكرمه شهيدا. دم شيماء غال، وكذلك دم محمد خلف، واذا كانت شيماء قد تركت طفلا سيبكيها طيلة عمره كذلك خلف له من سيفتقده.. إلي روح محمد خلف: لاتبتئس ولا تحزن أنت.. بإذن الله شهيد في أعلي عليين في جنة الخلد، واعذرنا، واغفرلنا أنانيتنا.