نتانياهو في الوقت الذي يستعد فيه حزب "العمل" للانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء المقبل كما جري في "الليكود", تجري التحالفات علي قدم وساق لحسم النتيجة داخل الحزب، والحصول بموجبها علي مركز متقدم في الائتلاف المرتقب عبر التحالف مع قوي محورية, وربما تقوده تلك التحالفات إلي تبادل مقعد رئاسة الوزراء مع أحزاب أو قوي سياسية أخري. هي ليست المرة الأولي التي يحدث فيها مثل هذا الاتفاق بين زعيمي الليكود والمعراخ ( العمل) حالياً علي التناوب في منصب رئيس الوزراء. وغالباً ما يحدث اتفاق التناوب بين زعماء الأحزاب عندما لا يضمن أحدهما تحقيق الأغلبية الكافية لتشكيل الحكومة وتقارب النتائج المتوقعة لكل منهما. اليوم ورغم شهر العسل القائم بين رئيسة كتلة «الحركة» تسپبي ليڤني، ورئيس حزب "العمل" يتسحاق هيرتسوج، إلا أن تسريبات في أروقة حزب العمل أكدت أن الحكومة الإسرائيلية المرتقبة ستكون بالتحالف وربما بتبادل مقعد رئاسة الوزراء بين نتانياهو وهيرتسوج، إذ تدور التوقعات حول حصول الليكود علي ما بين 23 إلي 24 مقعداً في الكنيست، بينما يحصل العمل علي ما بين 20 إلي 22 مقعداً. وبحسب التسريبات تهدف حكومة الليكود – العمل المرتقبة بالأساس إلي تحييد كل الأحزاب الصغيرة، خاصة حزب «إسرائيل بيتنا» برئاسة أڤيجدور ليبرمان، و«كلنا» برئاسة موشيه كحالون، و«هناك مستقبل» برئاسة يائير لاپيد، كما ستحيد الحكومة المرتقبة «الليكود – العمل» قوة حزب «البيت اليهودي» برئاسة نفتالي بينت. علي الصعيد ذاته كشفت تسريبات عبرية أن نتانياهو وهيرتسوج لم يكونا في حاجة لعقد اجتماع فيما بينهما لوضع النقاط علي الأحرف فيما يتعلق بالتنسيق المشترك حول الاتفاق، لاسيما انهما يعتمدان علي وسيط واحد فقط وهوالعميد متقاعد «ميخائيل هيرتسوج»، شقيق رئيس حزب العمل يتسحاق هيرتسوج، وخلال الاسابيع الأخيرة، ضاعف ميخائيل جهوده الرامية إلي لعب دور الوساطة بين العمل والليكود، لخلق قنوات تواصل بين رئيسي الحزبين نتانياهو وهيرتسوج. ووفقاً للتسريبات توصل الوسيط ميخائيل هيرتسوج إلي 3 نتائج من خلال جهوده، أولها: إتفاق نتانياهو وهيرتسوج في الأسبوع الأخير من ديسمبر علي رفع الحد الأدني لرواتب العاملين في جهاز الدولة والخدمات العامة. ثانياً: توقف نتانياهو وهيرتسوج عن تبادل الاتهامات والهجمات العاصفة فيما بينهما، والوحيدة التي لا تعلم شيئاً عن الاتفاق هي حليفة هيرتسوج في العلن رئيسة كتلة «الحركة» تسپبي ليڤني، التي لا تتوقف عن كيل الاتهامات لنتانياهو، ويري المقربون من نتانياهو وهيرتسوج أن ليڤني ستكتشف في نهاية المطاف بنود الاتفاق بين العمل والليكود، وستجني ثمار تطاولها علي نتانياهو. ثالثاً: أعطي نتانياهوالأسبوع الماضي إشارة إيجابية لهيرتسوج مفادها أنه لا يعارض فكرة البروفيسور «مانويل ترختنبرج»: الذي انضم مؤخراً لحزب العمل، ليكون وزيراً للمالية في الحكومة المرتقبة التي ستتألف من «الليكود – العمل». إلي ذلك نجح نتانياهوإلي حد كبير بعد توفيقه في انتخابات الليكود، عندما وضع كتلة يمين – الوسط، أمام مجموعة الوسط – اليسار، التي سيكون هيرتسوج مسئولاً عن تشكيلها في انتخابات حزبه المرتقبة. وتؤكد المعطيات العبرية أن الاتفاق بين نتانياهو وهيرتسوج تجاوز تحديد الحقائب الوزارية لكل جانب، ووصل إلي مركز متقدم يفوق ذلك، إذ تشير التسريبات إلي أن المباحثات السرية الجارية حالياً بين الرجلين تدور حول مسألة من يجلس أولاً علي مقعد رئاسة الوزراء خلال العامين الأولين نتانياهوأم هيرتسوج؟، إلا أن تلك المباحثات ما زالت في طورها الأول، ولا يوجد حسم فيها حتي الآن.