أكد العمل الاجرامي الذي تعرضت له كنيسة القديسين أن النسيج المصري قوي لا يمكن تمزيقه بسهولة ولا تظهر متانة هذا النسيج الا في الملمات وأوقات الخطر.. قد يظن البعض ان النسيج المصري به ثقوب يمكن أن يستغلها البعض للنفاذ إلي الجسد لإضعافه أو توسيع الخرق.. ولكن يفاجأ هؤلاء أن الخطر يسد كل الثقوب.. ويقوي كل مواطن الضعف فتتشابك الأيدي.. وتتآلف القلوب.. ويقف الجسد المصري صلباً ضد كل من يحاول النيل منه. الشعب المصري والمصريون في رباط إلي يوم القيامة.. رباط ضد المعتدين.. رباط ضد المحتلين.. رباط ضد المندسين بين صفوفه.. مواجهة دائمة ومستمرة وهم صامدون ضد المؤامرات التي تحاك ضدهم في الظلام.. فينكشف المتآمرون.. ويندحر المعتدون.. ويبقي المصريون.. وسر بقاء المصريين رغم المحن.. والفتن.. والمؤامرات هو اكسير الحب الذي يجمع بين الجميع.. فرسالات السماء جميعها تدعو إلي الحب والمحبة.. فالله محبة.. وكل من يعبد الله علي حق وببصيرة يعلم أن من يتوجه إلي الله بقلبه ينزع منه الغل والكراهية والحقد لأن نور البصيرة وجوهر العبادة هو الحب لله.. ولكتبه ورسله جميعاً.. وقد تغلغل اكسير الحب في جسد المصريين.. ويزداد تركيزه إذا أحس الجسد بالخطر فجهاز المناعة لدي المصريين يقوي بالحب والود والتعاطف.. ولهذا فليس غريباً أن نري أيدي المصريين ترفع المصحف بجوار الانجيل.. والهلال بجوار الصليب في مسيرات التنديد بمحاولات الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد.. ولهذا كانت كلمات الرئيس مبارك الحاسمة انه لن يفلت المخططون والمنفذون لجريمة الاعتداء علي أبناء الوطن المصري من عقاب المصريين.. وسينالون جزاءهم.. ولن يفت ما اقترفوه من إثم في عضد المصريين.. بل تحول هذا الاعتداء إلي حبوب مقوية للجسد المصري. ولعلي أجد نفسي مؤيداً لما قاله واقترحه فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر من انشاء بيت العيلة المصرية الذي ينظر في المشكلات والقضايا مثار الخلاف ويحلها حكماء وشيوخ وكبار العائلة بحكمتهم التي اكتسبوها من تراث هذا الشعب.. وفي هذا المقام أحيي قداسة البابا شنودة الثالث الذي فطن بحكمته إلي أن ما حدث هو عبث من أيد خفية تسعي لزلزلة وزعزعة استقرار هذه الأمة والتفريق بين أبنائها ودعوته لكل المصريين أن يتحدوا في مواجهة هذا الخطر القادم لنا من الخارج لأن من يتغدي بالقبطي حتماً سيتعشي بالمسلم.. لأن الهدف النهائي لهؤلاء المتربصين هو مصر في النهاية. كلمات حرة مباشرة: أتمني ألا تثبت في بطاقة أي مصري ديانته.. بل يكفي فقط أن يثبت فيها أنه مصري.. فهذا الوطن للجميع.. لكل من شرب من نيله.. وتغذي من خيراته.. واستشهد من أجل رفعته.. فديانتنا جميعاً مصر بإسلامها ومسيحيتها.. ودين مصر المحبة والوئام والسلام.. وللجميع مني السلام.