آن للشافعي أن يمد قدميه.. هكذا كان رد الامام الشافعي علي الرجل المهيب ذي الطلعة الوقورة عندما هم بسؤاله وسط تلاميذه فلملم الامام قدميه توقيرا للرجل، وعندما سأل انطبق عليه قول سقراط تكلم حتي أراك بعد أن رأي الشافعي عقلا أحمقا وبان هذا الحمق من سؤاله السخيف وربما كان سؤالا غبيا. اما الاخر فقد اراد احداث الفتنة عندما سأل الامام مالك عن تفسير الآية الكريمة »الرحمن علي العرش استوي« وتساءل كيف يكون هذا الاستواء حيث تفصد جبين الامام عرقا وألهمه الله الجواب بان الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة وأمر بخروج الرجل من المسجد . هكذا كان التعامل مع الحمقي من اصناف الرجال الاربعة فهناك من يعلم ويعلم انه يعلم، ومن يعلم ولا يعلم أنه يعلم، ومن لا يعلم ويعلم انه لا يعلم، ثم اخيرا من لا يعلم ولا يعلم انه لا يعلم، هذا هو الاحمق الذي دعانا صاحب هذه المقولة الي ان نتجنبه. أما الان فمع الشاشة العنكبوتية والتي هي الانترنت فالنوع الاخير من الرجال الاربعة وبالطبع تدخل المرأة ايضا تحت هذا التصنيف، هؤلاء كما يقول المثل الشعبي انه عند توزيع العقول تمسك كل منا بعقله وعند توزيع الارزاق نظر كل منا الي مافي يد غيره. مسألة سهلة الي حد ما ان تتجنت الاحمق الذي قد يعترضك في اي مكان، ولن تجد هذا النوع من الحمقي بالعشرات او المئات كما تجدهم في اقل من دقيقة علي الشبكة العنكبوتية، ستجد تعليقات محترمة نادرا وتجبرك علي ان ترفع القبعة لكاتبيها، وتعليقات في مجملها ينقص اصحابها الوعي والادراك بعد ان غلف الحمق عقولهم ، يقرأون الاخبار أو المقالات ويتابعون الاحداث فلا يستوعبون، واذا استوعبوا فبشكل خاطيء عكس المقصود والمراد مما قرأوه انهم لا يدركون ولا يدركون انهم لا يدركون. واذا كان من السهل تجنب هؤلاء الحمقي في حياتك العادية فكيف يمكن ان تتجنبهم وانت امام طوفان الثورة التكنولوجية التي يجب ان تتعامل معها رضاء أو قسرا. يا سادة.. الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها وهؤلاء الحمقي بوعي أو لا وعي بإدراك او دون ادراك يوقظون الفتنة، والحكاية »مش ناقصة« خاصة أن هناك مواقع اخبارية يتردد عليها اضعاف اضعاف من يقرأون الصحف الورقية او يشاهدون النشرات الاخبارية. والسؤال لماذا لا تكون هناك فلترة لكل ما يدخل الي هذه الشبكة.. اعتقد انها مسألة ليست صعبة تكنولوجيا.. اللجوء الي الفلترة لن يكون حجرا علي اصحاب الكلام الغث وانما من اجل المجتمع كله.. وأقول لهؤلاء حرام عليكم كفاية اللي احنا فيه.