ما أصعب أن يخفق القلب حزنا علي قطرات الدماء المسالمة السائلة علي الأرض، والسائلة أيضا لماذا يحدث هذا؟ لماذا هذا العداء لقيمة الحياة الإنسانية؟ لماذا بث روح الفتنة بين أبناء آدم؟ لماذا استدعاء روح قابيل لقتل الأخ؟ امتزجت دماء المسيحيين والمسلمين في كنيسة القديسين والمسجد المقابل لها.. ولا اتفق مع من يقولون ان هذا الحادث الاجرامي يستهدف أبناء الوطن من المسيحيين وحدهم وإنما هو حادث يستهدف زعزعة الاستقرار في مصر واثارة الشبهات حول العلاقة المتينة بين المسلمين والمسيحيين خاصة عندما يتعلق الحادث بالاحتفال بعيد الميلاد. اذا كان الجاني الذي ارتكب هذه المذبحة النكراء مفخخا ليهدم كنيسة القديسين ويريق الدماء البريئة فإنه لن يستطيع ان يفخخ العلاقة بين أبناء الوطن الواحد فكلنا في خندق واحد وما يصيب أحدنا سوف ينعكس علي الآخر بالتلقائية تلقائية المشاعر الإنسانية تلقائية الاخوة التي لا تفرضها قوانين أو التزامات صارمة تلقائية حسن الجوار والتعاون تلقائية البر في التعامل وأننا من أب واحد وأم واحدة وأن سيدنا ابراهيم هو أبو الأنبياء جميعاً فكيف تكون الفرقة والانشقاق والعداء؟! الفاعل الحقيقي لهذا الحادث يضمر لمصر وأولادها شرا مستطيرا فعلينا أن نبحث عنه معاً وألا يفتت بعضنا بعضا تحت مزاعم تدعو للانشقاق وتمزيق جسد الوطن الذي يجمعنا، ولقد كان لنا في حادث كنيسة سيدة النجاة بالعراق رسالة واضحة بأننا لنا نصيب فيما يحدث هناك ويجب ألا نغفل أعداء آخرين لا يريدون لنا خيرا وقد يكونون أقرب لنا في الجوار وأبعد من القلب. أدعو المسلمين والمسيحيين إلي الصلاة والابتهال إلي الله في وقت واحد أثناء الاحتفال بعيد الميلاد مساء غد وأن يكون دعاؤنا اللهم احم مصرنا العزيزة الغالية أرض الرسالات السماوية والأنبياء من كل شر كان ظاهرا أو باطنا.