اعلنت الاجهزة الامنية بشمال سيناء حالة الاستنفار الكامل بعد انفجار سيارة مفخخة بوسط مدينة العريش للمرة الاولي وبعد ان اعلنت القوات المسلحة حالة الطوارئ وتكثيف العمليات العسكرية بقبضة من حديد، انتشرت الدوريات الامنية مدعمة بالمدرعات والسيارات المصفحة من قبل قوات الجيش والشرطة علي جميع الطرق والمحاور بمدينة العريش خلال ساعات الليل والنهار . كان أهالي مدينة العريش قد عاشوا ليلة أمس الأول حالة من الرعب والفزع إثر انفجار سيارة مفخخة بشارع البحر وسط المدينة، كان الأهالي قد اشتبهوا في سيارة (فيرنا) متوقفة علي جانب الطريق، في محاولة من أيدي الإرهاب الغاشمة بتفجيرها بالقرب من كمين أمني لرجال الشرطة كان متواجداً الليلة السابقة قبل الانفجار، إلا أن العناية الإلهية شاءت أن تقوم قوات الأمن بنصب الكمين في مكان آخر. وقد تسبب الانفجار في إصابة 9 مواطنين من سكان المنطقة، تنوعت إصاباتهم بين اختراق الشظايا للجسم، وبين الانهيار العصبي الحاد، حيث تم نقلهم إلي مستشفي العريش للعلاج، تم السماح ل 7 منهم بالخروج بعد تلقي العلاج فيما تبقي مصابون تم حجزهما لتلقي العلاج، والمصابون هم؛ عمر أحمد علي (9 سنوات)، ورشا عاطف ضرغام (34 سنة –استاذة بجامعة سيناء) والتي أصيبت بجرح قطعي في الوجه والرأس والقدم اليسري، وشظايا متفرقة بأنحاء الجسد، وأمورة فوزي أحمد (52 سنة- موظفة في مدرسة الشويفات الابتدائية) مصابة بجرح قطعي في الرقبة وحالة من الانهيار العصبي، روضة محمد سعيد (52 سنة – ربة منزل) ومصابة ببتر في أصبع باليد اليسري وشظايا متفرقة بالجسد، وأنس حسام عطوة (13 سنة ) مصاب بشظية في العين اليمني، وشظايا متفرقة بأنحاء الجسد، و4 مصابين آخرين. وعقب الحادث شهدت المدينة حالة من الاستنفار الأمني، وانتشارا مكثفا لدوريات أمنية تابعة لقوات الجيش والشرطة، مدعومة بمدرعات ومجنزرات ومصفحات، ورجال قوات الصاعقة، والعمليات الخاصة، والتي قامت بدورها في تمشيط الشوارع، والميادين تحسباً لوجود أية عناصر إرهابية.. وألقت أجهزة الأمن القبض علي 3 أشخاص يشتبه في تورطهم بالحادث.. وصرحت مصادر أمنية ل»الأخبار» أنه جار التحقيق معهم، للتوصل إلي معلومات تفيد أجهزة التحقيق. انتقلت «الأخبار» إلي موقع الحادث الذي وقع علي بعد 200 متر من فندق (سويس إن) الذي تقيم به بعثة الجريدة، بعد أن خرج أهالي المنطقة من منازلهم في فترة حظر التجوال (الساعة 8 مساء) وتجمعوا للإطمئنان علي جيرانهم، وأقربائهم القاطنين بالعمارات المجاورة للانفجار.. ورصدت «الأخبار» حالة الدمار الذي لحق بعدد كبير من المنازل والمحلات بموقع الحادث، حيث تسبب الانفجار في تصدع العقار الذي كانت تقف امامة السيارة المفخخة من الجهة الاخري، اضافة الي تحطم عدد من سيارات الاهالي المتوقفة ونوافذ العشرات من المنازل، وانتشر كسر الزجاج بشكل كبير في نهر الطريق، كما تسببت شدة الانفجار في إحداث حفرة كبيرة علي الطريق اضافة الي تحطم السيارة المفخخة بالكامل وتطاير اجزائها تجاه النوافذ وابواب المنازل المجاورة،وقد تسبب تطاير موتور السيارة في تحطم سيارة كانت متوقفة علي جانب الطريق . التقت الاخبار بعدد من شهود العيان من سكان المنطقة، وقال صاحب المنزل الذي كانت تقف امامه السيارة المفخخة، انه شاهد سائق السيارة الاجرة يوقفها بالقرب من مدخل منزلة،مشيرا الي انه لم يشتبه في السائق في البداية حيث كان مهندما ويرتدي ملابس عادية وحليق الذقن،فطلب منه ان عدم ايقاف السيارة في هذا المكان، فتقبل حديثه واستقل السيارة مرة اخري وسار بها عدة امتار وتركها واختفي، وذلك حوالي الساعة الخامسة مساء، واضاف شاهد اخر من احد السكان انه شك في السيارة بعد أن تركها السائق ولم يعد اليها بعد مرور ساعة فأبلغ الاجهزة الامنية، وقال ان قبل الانفجار بعدة دقائق كان يقف علي مسافة 40 مترا تقريبا في الشارع المقابل لمكان السيارة ويتحدث مع احد جيرانه عن السيارة وانه يرتاب فيها فأبلغ الاجهزة الامنية فوقع الانفجار الذي تسبب في حدوث ضبابة ترابية ملأت المنطقة. وقال شاهد عيان آخر ان 4 من المصابين من بينهم طفل يبلغ من العمر 13 عاما كانوا متواجدين في صالة للالعاب الرياضية بالعقار الذي تصدع والذي يبعد 5 مترات من مكان الانفجار، حيث سقط علي رءوسهم السقف المعلق للصالة اضافة الي اصابتهم بشظايا متفرقة بأنحاء الجسد. واشار احد السكان الي ان المصابين كانوا يجلسون في شرفات منازلهم وقت الانفجار مما تسبب في اصاباتهم، معلنا اسفة وحزنة علي ما يقوم به التكفيريون من اعمال خسيسة. واشار الاهالي ل»الاخبار» الي ان تفجير تلك السيارة في وسط مدينة العريش خاصة في وقت حظر التجوال يعتبر اشارة صريحة من الارهاب الغاشم انه مازال موجودا حتي في اكثر مدن شمال سيناء امنا وامانا بقوة،ولم يقتصر فقط علي مدينتي رفح والشيخ زويد والقري المجاورة لهما .