سيذكر التاريخ طويلا ما حدث في ليلة رأس السنة الميلادية 1102.. فلقد اطلت رأس الإرهاب القبيح علي كنيسة القديسين بالإسكندرية ونفخ سمومه الغاضبة ليحيل فرحة المصريين إلي مأتم كبير راح ضحيته واحد وعشرون شهيدا وترك اثاره الموجعة علي أجساد ستة وتسعين جريحا من المصريين أقباطا ومسلمين مستهدفا بذلك أمن واستقرار مصر، هذا البلد الأمين الذي ذكره الله في قرآنه الكريم وعاش فيه القبطي بجوار المسلم طوال مئات السنين في وحدة وطنية ومحبة وتآخ.. ضاربين المثل الأعلي بين شعوب الدنيا لهذه الحياة الآمنة والمستقرة بين أصحاب الدين المسيحي والدين الإسلامي ولكن العدو الغاشم رفض أن يري هذا الاستقرار الأمني في مصر.. فخطط قادته ونفذ مجانينه الذين استهدفوا أناسا أبرياء وقوما عزل من السلاح أثناء قيامهم بتأدية الصلاة لله تعالي في أحد بيوته المقدسة ولم تفرق هذه القنابل وتلك الانفجارات بين الرجل والمرأة والكهل والطفل ولا بين المسيحي الذي يصلي لله تعالي وبين أخيه المسلم الذي كان يتناوب علي حراسته فسال دم الجميع بلا فرقة وبلا تمييز لتختفي في دقائق آثار أعوان الخسة والجبن من زبانية الإرهاب الأسود.. هؤلاء الذين أقلقهم كثيرا أمن هذا الشعب المصري الذي يعيش دائما علي أرض النيل ولا تفرقه الازمات سواء كانت دينية أو سياسية أو حتي اقتصادية.. لانه قانع دائما بمشيئة الله وراض بعطائه ونعمته.. وإذا كان هؤلاء الجبناء يظنون ان رصاصاتهم أو قنابلهم ستنال من الروح المعنوية المرتفعة جدا بين الشعب المصري.. فهم واهمون.. لأننا ولله الحمد شعب يمشي علي جراحه ويقف فوق الارض حتي لو كانت تغطيها دماؤه إذا كان هؤلاء يظنون ان تلك الهجمات الخسيسة ستفرق بيننا أو ستفرق بين صفوفنا أو ستزعزع أمن مصرنا فهم أغبياء ولا يقرأون التاريخ ولا يذاكرون محاولات كثيرة سابقة حاولت الفرقة بيننا.. اننا قد نحزن وقد نبكي وقد نغضب وقد نتألم ولكن هذا طبيعي لاننا سرعان ما نقوم من جديد ونبحث عن الجبناء للقصاص منهم وهذا سيكون قريبا جدا بمشيئة الله وعزيمة المسيحيين والمسلمين من أبناء مصر معا.