بحلم بيوم أجد فيه بلدي أجمل وأرقي البلاد -بحلم بيوم اتمشي فيه وأتنزه في شوارعها ولا تصدم عيني أكوام الزبالة وألا تستنشق أنفي روائح محملة بالعفن والمرض -بحلم بيوم تختفي فيه الأمية التي تعتقل داخل دهاليز جهلها وتخلفها أكثر من نصف بني وطني - بحلم بيوم يجد فيه الفقير والمعدوم قوت يومه وأبسط متطلبات حياته الكريمة البسيطة من مسكن وملبس وعلاج - بحلم بيوم يعود فيه الموظف الي سابق عهد جدوده عندما كانوا يفخرون بأنهم ملتحقون بقطار الميري الذي يصل بهم دائما الي محطات الستر -يكفيهم راتبهم الثابت المضمون للعيش الكريم الذي لا حاجة معه لليد الممدودة الي الرشوة واستغلال النفوذ -بحلم بيوم تختفي فيه بلطجة الميكروباصات وفوضي الشارع ويسود احترام المرور- بحلم بيوم تعلو فيه راية العلم والتعليم الحقيقي والبحث العلمي علي كل الرايات والاهتمامات مهما كانت اهميتها فبغير هذا لا تقدم ولا اقتصاد ولا وقاية ولا نظافة ولا ألف لا أخري -بحلم بيوم يختفي فيه التعصب والفتن الدينية والقبلية والطائفية والتفرغ لدراسة اسباب تأخرنا بعد ان كنا منارة علم وتقدم العالم اجمع لنعي ان الكم الأكبر لهذا التخلف هو بسبب انشغالنا بكل تلك الفتن والتعصبات التي شربناها بارادتنا الجاهلة من كأس المستعمر المسمومة علي مر السنين -بحلم بيوم يسود فيه الحب والتسامح بين الجميع -فهل هذا حلم مستحيل التحقيق؟! سأصحو منه علي واقع مرير يأبي أن يتغير الا اذا تغيرنا لأن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم. دكتور عزي شهدي مصر الجديدة [email protected]