سكانها معلقون بين السماء والأرض بدون مصاعد ولا نقطة مياه لأكثر من أربعة ايام بينهم مرضي لايستطيعون النزول والصعود بدأت مصر تستعيد عافيتها خارجياً وتنطلق لاستعادة الريادة المسلوبة في المنطقة، رغم الكثير من الإعاقات التي مازالت تواجهها، رحلات ناجحة للرئيس السيسي أتت بثمار رائعة بدءاً من زيارته لروسيا، والمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحتي المؤتمر الدولي لإعمار غزة التي تسابقت دول العالم الكبري علي المشاركة فيه، والكثير من المبادرات مثل مشروع تنمية قناة السويس الذي ستعم خيراته داخلياً وخارجياً. نأتي إلي الداخل المصري الذي هو من صميم عملك، نريد منك كشف حساب علي ماقدمته منذ ثورة الثلاثين من يونيو، نحن لانتنكر لما تقوم به، ولنترك وزارة الداخلية بكم المشاكل التي تواجهها في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة مشكلات الطلاب المنتمين أو الموالين لجماعة الإخوان في الجامعات المصرية، أتحدث عن تنظيم الداخل المصري ومكافحة الفساد والارتفاع الجنوني لأسعار السلع الغذائية والكهرباء والمياه الغاز والبنزين..إلخ، التي تبتلع أي زيادة في المرتبات « وكأنك يابو زيد ماغزيت»، لا أنكر الدور الذي قدمتموه في زيادة المواد التموينية وتحديد الحد الأقصي لمرتبات العاملين بالحكومة وإن كان هذا يخص فئة الوظائف العالية بينما يكابد معظم العاملين في وظائف الدولة، أتحدث عن المشكلات اليومية الخانقة التي يحترق بها المواطنون في الشارع المصري، والتي تعتصرهم وتزداد يوماً بعد يوم، الفوضي في الشارع المصري التي ليس لها ضابط ولا رابط، ارتفاع الأسعار أشد الأزمات التي تواجه الأسر المصرية، فساد وغياب تام للمحليات، تأخر تغيير حركة المحافظين رغم الإعلان عنها منذ شهور، وترك معظمهم رغم فشلهم في إدارة المحافظات ومعهم رؤساء المدن والأحياء الذي ضج منهم الشارع المصري، وهم الذين عاصروا حكم الإخوان واستمروا ما بعد ثورة يونيو، وهو الأمر الذي يضيع معه أي مجهود تقومون به. د. إبراهيم محلب رئيس الوزراء، لقد صرحتم كثيراً أن هدف الحكومة واضح وهو رفع المعاناة عن كاهل المواطنين والتصدي للمشاكل اليومية والحياتية لهم من خلال رصد السلبيات ومواجهتها، فهل تم ذلك..؟! إن زياراتك الميدانية ورحلاتك المكوكية في شوارع مصر ولقاءك بالناس واستماعك لهم لم يحل مشكلاتهم، فإذا كانت هذه الزيارات لاتغني ولاتسمن من جوع فلا لزوم لها، خاصة وإنك كنت القدوة لكثير من المحافظين ورؤساء الأحياء والمدن الفاشلين في النزول مثلك والتقاء الناس في الشارع ليس إلا وجاهة اجتماعية أمام كاميرات الإعلاميين الذين يصطحبونهم معهم، ثم يعود كل شيء كما كان..!، وتزداد الأمور سوءاً، ماذا فعلتم وفعلت حكومتك لضبط الأسعار بالأسواق، ماذا فعلتم لإنهاء حالة السير والفوضي في الشارع المصري، ماذا فعلتم تجاه انتشال جثث ضحايا معدية سمالوط بالمنيا الذين مازالوا في قاع النيل لأكثر من أربعة أيام، ماذا فعلتم تجاه ماتقوم به شركات الكهرباء، خاصة بالجيزة والهرم التي تقوم برفع عدادات الكهرباء الرئيسية التي تسيًر المصاعد وموتورات المياه بالأبراج السكنية المرتفعة المتعثرة في فاتورة أو إثنتين، ليظل سكانها معلقون بين السماء والأرض بدون مصاعد ولا نقطة مياه لأكثر من أربعة ايام بينهم مرضي لايستطيعون النزول والصعود وتمتنع الصيدليات ومحال السوبر ماركت عن تلبية طلباتهم بدون مصاعد، كما تمتنع شركات الكهرباء عن إعادة العدادات لهم إلا بعد دفع آلالف الجنيهات دفعة واحدة ولاتقبل بالتقسيط، هذه بعض نماذج المعاناة اليومية ومثلها آلاف المشاكل التي تثقل كاهل المواطنين ولا أريد أن أقول لك أنها تسب وتلعن في الحكومة، فهل تعلم ذلك، وسؤال أخير أوجهه لكم، ماهي الخطة التي تم وضعها لمكافحة الفساد المستشري كالأخطبوط في الأجهزة المحلية..؟!