من الطبيعي ان يشعر كل مصري وسعودي بالأسف لهذه الإجراءات غير الطبيعية من جانب الطيران المدني السعودي تجاه مصر للطيران .. الناقل الجوي الرسمي لجمهورية مصر العربية. ما جري ويجري يتنافي تماما وعلاقات الأخوة القوية بين البلدين الشقيقين والتي تتلاقي مصالحهما في كل القضايا سواء كانت سياسية أو اقتصادية .. عربية كانت أم إقليمية أو دولية. لا أحد يفهم الهدف من هذا الاجراء الذي اتخذته أجهزة الطيران المدني السعودي والذي يقضي بوضع قيود علي رحلات الطائرات المصرية المنتظمة والاضافية إلي المدينةالمنورة بل وصل الامر الي حد وقفها كما هو معروف فان هذه الرحلات تقوم اساسا بنقل حركة الحجاج والمعتمرين المصريين والتي تتم مناصفة مع الخطوط الجوية السعودية وفقا للاتفاقية الموقعة منذ عام 6002 . ليس هناك أبدا وعلي ضوء الطبيعة التي تتسم بها العلاقات بين البلدين علي مستوي القيادات السياسية العليا وكل المستويات الأخري ما يمكن أن يبرر الاقدام علي هذا التصرف الذي ان دل عن شئ فإنما يدل علي غياب المسئولية والبعد السياسي. لقد كنت اتوقع ان يكون هناك تدخل سريع وحاسم من القيادة السياسية السعودية التي نجزم بحرصها علي المصالح المشتركة والعمل علي تعظيم العلاقات الأخوية وتجنب أي أزمات يمكن ان تعترض مسيرتها المرسومة ضمن استراتيجية التعاون، كم كنت ارجو ان يفهم ويدرك المسئولون عن سلطة الطيران المدني السعودي ان معظم ركاب رحلات الطيران المصرية بل ورحلات الطيران السعودي هم من المصريين الذين يذهبون بمئات الآلاف لاداء مناسك الحج والعمرة في الأراضي المقدسة . لا يمكن أبدا ان تدار الأمور بمحاولة »لوي« الذراع من أجل اجبار مصر علي الخروج عن مضمون اتفاقية الطيران الرسمية بين البلدين والتي تقضي بالجنوح الي سياسة السماوات المفتوحة وأن تقتصر تسيير الرحلات علي الناقلين الرسميين للطيران وهما مصر للطيران والطيران السعودي دون غيرهما. هل كان يعتقد هؤلاء المسئولون في الطيران المدني السعودي الذين من المؤكد انهم تخلو من متطلبات الوعي السياسي وحسن التقدير وطبيعة العلاقات بالمتميزة ان تقبل مصر بهذه الخطوة السلبية غير المبررة دون ان تتحرك وترد . ان المسئولين عن الطيران المدني المصري »قد عَداهم العيب « بتقديرهم وفهمهم للروابط المتينة بين البلدين الشقيقين عندما بذلوا كل الجهود الممكنة لافهام سلطة الطيران المدني السعودي بأن موقفهم لا يتسم باللياقة . في مواجهة ما حدث لم يكن امام مسئولي الطيران المدني المصري وبعد ان فشلوا في اقناع المسئولين السعوديين بضرورة احترام اتفاقية الطيران .. سوي اللجوء اجباريا إلي سياسة المعاملة بالمثل وهو ما دفعهم إلي وقف رحلات الطيران السعودي بين المدينة و القاهرة.. بهذه المناسبة وعندما ظهرت بوادر هذه الأزمة بين الطيران المدني السعودي والمصري .. أتيحت لي الفرصة لإثارة هذا الموضوع في سؤال وجهته إلي زهير جرانة وزير السياحة المصري الذي كان ضيفا في »ديوانية« السفير السعودي هشام الناظر »المقعد « . وجاء الجواب من الوزير والسفير في آن واحد بأن الأمر لا يتجاوز سحابة صيف سوف تزول بسرعة وسيتم ايجاد حل لها، ولسوء الحظ فان هذه السحابة مازالت تخيم علي علاقات الطيران المدني في البلدين بل ان القضية زادت تعقيدا بقرار وقف الرحلات المصرية بين القاهرةوالمدينة . هذه التطورات غير المستحبة لابد وأن تكون دافعا للتحرك من جانب الرياضوالقاهرة لاحتواء الأزمة التي يروح ضحيتها حجاج ومعتمرو بيت الله . لا جدال أن هذا الوضع لا يمكن ان ترضي عنه أبدا القيادة السياسية في البلدين واللتان تربطهما أقوي الأواصر. جلال دويدار [email protected]