مازالت الادارة في العاصمة توائم موقفها مع اجراء تأخرنا في اتخاذه، وهو عودة السلوك الحضاري الي عاصمة المحروسة، اسوة ببلاد العالم ليس المتحضر فقط، ولكن حتي البلاد التي لايمكن قياس حضارتها او تقدمها بمصر، مازالت الحكومة تتشاور وتستمع لاراء واستطلاعات وبحوث، من جهات متعددة علي رأسها مركز معلومات مجلس الوزراء، حول قرار بأن يحدد مواعيد لغلق وفتح المحلات بالعاصمة!! وكأننا سنتخذ قرار حرب اهلية!!. شيء من الخيال ولعل تردد الحكومة في اتخاذ القرار، هو الذي يجعل من رافضيه اكثر صلابة في ابداء ارائهم بل وفرض واقع لا يمكن قبوله ابدا في دولة تطبق القوانين والتشريعات التي تصدرها مؤسساتها التشريعية الدستورية في البلاد. فنحن لسنا بصدد اختراع »العجلة« فكل دول العالم التي نتعامل معها، ونتزاور معها ونتسوق فيها ويبث لنا الاعلام المصري عنها الاخبار والعروض الفنية والعلاقات التجارية جميعها لها مواعيد محددة لبدء النشاط اليومي ولها مواعيد انتهاء هذا النشاط مساء، ويستثني من تلك المواعيد المطاعم والمسارح والسينمات التي تمتد حتي منتصف الليل، وكذلك تحدد بعض »الاجزاخانات« في كل منطقة يعلن عنها انها تعمل 42 ساعة وبناء علي ذلك وتنفيذه بدقة تتغير سلوكيات المواطنين.. بل ويخضع لذلك زائرو هذه المدن، بل تعلن الطائرات المحترمة الناقلة للركاب الي تلك العواصم أن مناطق وسط البلد وضواحيها تغلق في تمام الساعة »كذا« وتفتح في تمام الساعة »كذا« هكذا ينبه علي زائري هذه العواصم، المواعيد لكي ينظم كل متسوق مواعيده طبقا للقوانين السائدة في البلاد. وبالتالي نجد تلك المدن بعد الساعة السابعة مساء أو الثامنة في حالة هدوء كامل وتبدأ وسائل المحليات في نظافة الشوارع، وتجهيزها لاستقبال العمل والحركة لليوم التالي. ونجد ايضا ان المحلات التي تتطلب تجهيزات داخلية، كاعادة ترتيب بضاعتها داخل »الفتارين« او ترتيب عروضها الفنية نجد هنا بعد اخذ التصريح اللازم تعلن علي ابوابها المغلقة من الخارج، بانها »مغلقة« ولا تستقبل احدا مهما كانت حيثياته الاجتماعية!!. هكذا تحترم الشعوب قوانينها وتعمل علي تطبيقها وهنا »هيبة الدولة« التي يحميها حماة تنفيذ القانون لا يمكن ترك العاصمة كما هي الان »سداح مداح« لكل من »هب ودب« يفترش الشوارع المهمة لعرض منتجات صينية وليبية ومصرية ومن »كل شيء ان كان« دون رقابة ودون اداب عامة وامامها محلات لاسمح الله تفتح ليل نهار وتعمل حتي الساعات الاولي كل صباح هذا كلام غير مؤدب!!.