عبد الله عبد الله - أشرف غنى انهارت المحادثات الخاصة بتشارك السلطة بين مرشحي الرئاسة في أفغانستان، أشرف غني، وعبدالله عبدالله، وهناك مخاوف من اندلاع الاضطرابات العرقية مرة أخري في البلاد. وكان من المقرر، بناء علي بنود الاتفاق الذي توسط فيه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن يعين صاحب المركز الثاني في الانتخابات المتنازع عليها «رئيسا للسلطة التنفيذية» في حكومة الوحدة الوطنية التي اتفق الطرفان علي تأليفها لاحتواء التوترات السياسية.. لكن يبدوا إن الجانبين لم يتفقا علي صلاحيات رئيس السلطة التنفيذية. وأعلنت حملة عبد الله لاحقاً انها ستنسحب من العملية الانتخابية اذا لم تستجب مطالبها. وحث عطا محمد نور الحليف القوي لعبد الله وحاكم اقليم بلخ الشمالي انصاره علي الاستعداد لاحتجاجات في الشوارع. ولا يلوح في الأفق أي حل للصراع علي السلطة المستمر منذ بضعة أشهر للتوصل إلي خليفة للرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حامد قرضاي. ورغم ان الأممالمتحدة استكملت عملية مراجعة وفرزالأصوات البالغة ثمانية ملايين وبدأت اللجنة الانتخابية بالفعل في ابطال الأصوات غير الصحيحة إلا انه لم يتضح بعد متي ستعلن النتائج النهائية ومن هو الرئيس القادم لافغانستان، ليمهد الطريق أمام أول انتقال ديمقراطي للسلطة في أفغانستان. وقد حصل عبدالله علي معظم الأصوات في الجولة الأولي من الانتخابات في ابريل، لكنه لم يتمكن من تجاوز ال50 في المئة، وهو النصاب المحدد للفوز بالانتخابات. وعقب إعلان لجنة الانتخابات أن غني فاز بالانتخابات في الجولة الثانية، هدد عبدالله بتشكيل حكومة موازية، متهما منافسه بالتزوير. ويخشي مسئولون ودبلوماسيون من حدوث انهيار بين مرشحي الرئاسة، مما قد يشعل صراعا عرقيا، إضافة إلي التمرد المميت الموجود حاليا. وينتمي غني - الذي كان وزير المالية من قبل، واقتصاديا في البنك الدولي - إلي جماعة الباشتون، وهي أكبر جماعة عرقية في أفغانستان، وتشكل معظم سكان جنوب وشرق ألبلاد.أما عبدالله فينتمي - في فرع منه - إلي الباشتون، وفي فرع آخر إلي الطاجيك، وإن كان يتمتع بمعظم دعمه من الطاجيك، والهزارة، والأقليات الصغيرة الأخري، التي توجد في وسط وشمال أفغانستان. يأتي تعثر العملية السياسية في أفغانستان في وقت حرج بالنسبة للبلاد، إذ من المقرر انسحاب قوات الولاياتالمتحدة - أكبر البلاد المانحة - ودول حلف الأطلسي الأخري بعد 13 عاما من قتال متمردي طالبان بنهاية العام الحالي. ويقول بعض المحللين أن الحلف فشل في هدفه الرئيسي وهو اقرار الامن في البلاد رغم الخسائر الفادحة وانفاق مبالغ طائلة في افغانستان. كما وجهت انتقادات للحلف بسبب مقتل مدنيين في الغارات الجوية غير أن سكان كابول يخشون أن يقود رحيل القوات الاجنبية لتفاقم العنف او عودة طالبان التي اطاح بها الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2001.وهناك تساؤلا يطرح نفسه حول الوجهة الجديدة التي يمكن أن يتجه إليها التحالف، بعد انجاز مهمته في افغانستان؟