عنف الشرطة الأمريكية مع المتظاهرين جعل أمريكا فى مرتبة متأخرة على مؤشر السلام إذا أردت أن تعيش في بلد خال من النزاعات، فعليك ان تختار واحدة من 11 دولة فقط في العالم، هذا ما أظهره مؤشر السلام العالمي الذي أصدرته مؤسسة الاقتصاد والسلام وهي منظمة دولية للابحاث تتخذ من نيويورك مقرا لها، وتراقب مؤشرات النزاعات والصراعات في العالم وتأثيرها علي السلام العالمي بحسب ما نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية. تقرير المنظمة للعام الحالي، أظهر ان قائمة الدول الخالية من النزاعات سواء داخليا او مع دول أخري، شملت : ايسلندا، سويسرا، اليابان، موريشيوس، اوراجواي، تشيلي، بتسوانا، كوستاريكا، فيتنام، بنما، البرازيل، بينما كانت قطر الدولة العربية الوحيدة في تلك القائمة، وأضاف التقرير انه حتي بعض تلك الدول لم تكن خالية تماما من أسباب وقوع النزاعات، ففي البرازيل وكوستاريكا هناك احتمالات كبيرة لتشكيل ميليشيات مسلحة او تنظيم مظاهرات عنيفة. وتعتمد المؤسسة في تقييمها لحالة السلم في أي بلد علي عدة معايير أهمها وجود نزاعات علي الحدود الدولية او خلافات بين جماعات وفصائل داخل البلد الواحد، بالإضافة الي المظاهرات العنيفة التي تؤدي الي وقوع مصادمات عنيفة بين القوات الحكومية واالمتظاهرين. وبحسب المؤشر الذي شمل تقييم 162 دولة، جاءت مصر في المركز 143ضمن الدول التي سجلت معدلا منخفضا للسلام والأمن، بينما حلت سوريا في المركز الأخير كأكثر الدول خطورة وغيابا للأمن، وسبقتها أفغانستان في المركز 161 وجنوب السودان في المرتبة 160ثم العراق في المركز 159. وفي المقابل فان أيسلندا جاءت في المركز الأول كأكثر الدول استقرارا وتلتها الدنمارك ثم النمسا، وعلي المستوي العربي جاءت قطر كأكثر الدول الخالية من النزاعات في المركز 22 بحسب المؤشر، ثم الكويت في المركز 37 والإمارات حلت في المركز الأربعين، بينما جاءت موريشيوس كأول الدول الافريقية في معدلات السلام، اذ حلت في المركز 24 عالميا. وكان لافتا أن دولا كبري جاءت في مركز متأخر في المؤشر، حيث حلت بريطانيا في المركز 47 رغم خلوها من أي صراعات داخلية، إلا أنها مشتركة في عمليات قتالية خارج أراضيها مثل أفغانستان، وتلتها فرنسا في المركز 48، وحصدت الولايات المتحدة المركز 101، وروسيا في المركز 152، وذلك ضمن الدول التي سجلت معدلات منخفضة جدا في مؤشر النزاعات. منظمة الاقتصاد والسلم الدولي التي أعدت التقرير والمؤشرات، أكدت أنها تقدم تقريرها عما لاحظته خلال العام الماضي، ما يعني أن في تقرير العام المقبل قد يتغير ترتيب الدول علي المؤشر بسبب الأحداث التي وقعت وستقع خلال العام الحالي، مثل البرازيل التي ينتظر أن يتراجع ترتيبها بسبب المظاهرات العنيفة التي شهدتها احتجاجا علي تنظيم كأس العالم. وتوضح تقارير المنظمة ان معدلات السلم الدولي في انخفاض منذ عام 2007، وذلك علي عكس الوضع الذي كان سائدا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو ما حذرت منه كاميلا شيبا مديرة منظمة الاقتصاد والسلم الدولي، التي أضافت أن الأزمة المالية العالمية والربيع العربي ادخل العديد من الدول في صراعات كبيرة، مشيرة إلي ان استمرار الصراعات العالمية يدل علي استمرار تراجع معدلات السلم الدولي.