قبل أن نبدأ الكلام المفصل في هذا الموضوع المهم، ننوه إلي أننا هنا في مصر أصبحنا نفرق بجد بين الشعب الفلسطيني المغلوب علي أمره والذي احتلت أراضيه، وبين جماعة أو فرقة حماس الانتقامية والتي أصبحت تدير عملياتها للأسف ليس لصالح شعبها كما يقولون، بل لتحقيق بنود أجندة إخوانية إجرامية. وعندما ندخل في صلب الموضوع نؤكد أنه كان يجب أن تقوم جماعة حماس وأفرادها الموجودون في مصر حالياً ضمن وفد المفاوضين بتقديم اعتذار رسمي مكتوب لكل الشعب المصري إزاء ما ارتكبوه في حقه قبل وبعد ثورة 25 يناير.. عندما سمحوا لأنفسهم ولرجالهم ولأسلحتهم أن يقتحموا السجون.. ويقتلوا من قتلوا من رجال مصر الشرفاء في جهاز الشرطة وفي غيره. وهنا أتساءل: إلي متي نظل نغفل عن المطالبة بحقوقنا المشروعة تجاه أي شخص أو دولة أو جماعة ترتكب ضدنا الجرائم المنصوص عليها حتي في قانون السماء؟!، وقد سمحنا لوفد حركة حماس بالدخول إلي أرض مصر الطاهرة والتي اقتحموها وانتهكوا حرمتها من دون أن يقدموا هذا الاعتذار؟!.. هؤلاء الذين نسوا أو تناسوا ما قدمته مصر من تضحيات بشرية ومالية علي مدي 60 عاماً.. وهي للأسف التي أوصلتنا لما نحن فيه من فاقة وحاجة وفقر؟! إن التصرف الطبيعي في مثل هذه الأمور الوطنية والتي تمس شرف الإنسان المصري، كانت تقتضي أن يأتي هذا الوفد ومعه وثيقة اعتراف رسمية بما قاموا به ثم الاعتذار، وإلا لو كان شعب مصر قليل الأصل لكنا قد ألقينا القبض علي أعضاء فريق حماس المفاوض الذي سمحنا له بدخول القاهرة والموجود حالياً في مصر، كرهينة حتي يأتوا لنا بالإرهابيين منهم ومن الذين شاركوا في اقتحام السجون وقتل رجالنا الأبرياء بلا ذنب أو خطيئة، وذلك وفق ما أشار إليه القضاء وهم من الذين يحاكمون غيابياً في القضية المعروفة باسم اقتحام سجن وادي النطرون. إنه بلا شك مطلب ديني ومحلي واقليمي ودولي معترف به بصرف النظر عن علاقتنا وتفاعلنا مع القضية الفلسطينية.