سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بورتريه رؤوڤين ريڤلين
قاتل أسرانا.. رئيساً
«لن يمنعنا احتماء الحمساويين بالأطفال والمدارس، وسنظل نعمل من أجل الحفاظ علي إسرائيل كدولة ذات قومية يهودية»
رؤوڤين ريڤلين لم يشهد الحقل السياسي الإسرائيلي توتراً قدر الذي شهدته العلاقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس الإسرائيلي الجديد رؤوڤين ريڤلين، فرغم أن كلا الرجلين ينتميان إلي معسكر الصقور «حزب الليكود»، إلا أن كليهما يتبني مواقف مغايرة للآخر حول مختلف القضايا، فضلاً عن العلاقات الشخصية غير المنسجمة بينهما علي طول الخط، ولعل أبرز الشواهد علي ذلك ما ألمح إليه ريڤلين عند رده علي سؤال لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أكد فيه أنه لن يقبل بتولي منصب رئاسة الوزراء إذا عُرض عليه، مبرراً رفضه بأنه لا يرغب في أن تتدخل زوجته في تعيين الوزراء! في إشارة منه إلي أن «سارة» عقيلة بنيامين نتانياهو هي المتحكم الأول والأخير في إدارة شئون الدولة العبرية من خلف الكواليس. لم يكن هذا الموقف هو الأول من نوعه بين ريڤلين ونتانياهو، وإنما شهدت العلاقات بينهما توتراً أبعد من ذلك بكثير، ما حدا بالأخير إلي التفكير في إلغاء منصب رئيس الدولة، خاصة حينما فطن إلي أن فرص فوزه بالمنصب أفضل بكثير من منافسيه، لكن رياح سفن الدوائر السياسية الإسرائيلية أتت بما لا تشتهي سفن نتانياهو، وأصر الجميع علي بقاء منصب الرئيس، حتي إذا كان من يعتليه خصماً لدوداً لرئيس الوزراء. خصومة ريڤلين ونتانياهو، كانت جزءاً من عداء مُستفحل بين ريڤلين ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارئيل شارون، فرغم يمينية الأخير إلا أن ريڤلين كان أكثر تشدداً، ورفض في حينه خطة فك الارتباط، التي انسحبت إسرائيل بموجبها من قطاع غزة بشكل أحادي الجانب، لكن ريڤلين وأمام إصرار شارون علي تمرير الخطة، آثر الهدوء وما وصفه بضبط النفس، وفقاً لحديث لصحيفة هاآرتس، قائلاً: «لابد من ضبط النفس، حتي لا تتفكك أواصر ووحدة الدولة».. وتجلت يمينية الرئيس الإسرائيلي الجديد رؤوفين رفلين في أول خطاب له بعد أداء يمين الولاء في الكنيست قبل أيام، حينما قال إنه لابد من ملاحقة من وصفهم بالإرهابيين في كل شبر من غزة، وأضاف: «لن يمنعنا احتماء الحمساويين بالأطفال والمدارس، وسنظل نعمل من أجل الحفاظ علي إسرائيل كدولة ذات قومية يهودية». وربما لا تبعد حدّة ريڤلين عند تطرقه لما يجري في غزة، عن الحدة والتطرف الذي تعامل به ريڤلين نفسه وجيش بلاده مع الأسري المصريين في حرب 67، إذ كان الرئيس الإسرائيلي الجديد واحداً من جنود جيش الاحتلال الذين شاركوا في تلك المعارك حينئذ، ويؤكد فيلم «روح شكيد» التسجيلي، الذي تم تسريبه من إسرائيل جانباً كبيراً من الجرائم الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الأسري المصريين، وهي الجرائم التي لا تختلف بشكل أو بآخر عن جرائم إسرائيل حالياً في غزة. يبلغ رؤوفين ريڤلين من العمر 74 عاماً، وهو من الجيل الثامن من أبناء المهاجرين الأوائل لإسرائيل، والقدسمسقط رأسه، أما والده فهو البروفيسور يوسف يوئيل ريڤلين، الذي كان مرشحاً لرئاسة الدولة العبرية منذ ما يربو علي نصف قرن. . نشأ رؤوفين ريڤلين في حي رحافيا، ودرس بالمعهد الرياضي بنفس الحي، وتجنّد في الجيش، ليعمل لاحقاً كضابط في المخابرات العسكرية، وكان في طليعة المشاركين بحرب 67 في وحدة «مردخاي جور»، حتي أنهي خدمته في الاحتياط برتبة رائد، ليلتحق بكلية الحقوق بالجامعة العبرية في القدس.. وفي نوفمبر 1988 أصبح ريڤلين عضوا بالبرلمان الإسرائيلي «الكنيست» عن حزب الليكود، وفي فبراير 2003 وقت أن كان شارون رئيسا للوزراء، تم تعيين ريڤلين رئيساً للكنيست، وفي 2007 خاض لأول مرة الانتخابات الرئاسية، وحصل علي تأييد 37 عضواً بالكنيست، لكنه خسر في جولة الإعادة أمام شمعون بيريس.