زيادة الورم هدد حياة ملك بالخطر »شكرا.. لمصر والرئيس مبارك«.. بهذه الكلمات بدأ بسام الهمصي والد الطفلة ملك تعبيره عن مدي عرفانه وتقديره للقرار الانساني واللفتة الرائعة بقرار الرئيس بعلاج ابنته ذات الست سنوات علي نفقة الدولة فيقول لم أتخيل أن يأتي قبول التماسي بهذه السرعة وان يلقي كل هذا الاهتمام لدي السلطات المصرية، فقد فوجئت منذ يومين باتصال هاتفي يبلغني بالاستعداد للسفر إلي مصر وذلك بقرار جمهوري من الأب بالدرجة الأولي سيادة الرئيس مبارك، وفور علمنا بذلك الخبر تحولت احزاننا علي حالة ملك الي فرحة امتزجت بالدموع من كل المحيطين بنا من الأهل والاقارب وخاصة والدتها التي كانت قد وصلت من مرحلة اليأس من عدم شفائها، إلا أن جاء ذلك القرار الذي انقذ حياة ابنتي وكتب لها عمرا جديدا.. خاصة ان الحالة قد بدأت تزداد خطورة مع زيادة حجم الورم. ويضيف »ملك« هي اكبر ابنائي وكنت اتعذب ليلا ونهارا وان اراها تتألم امام عيني وأنا اقف مكتوف الأيدي لا يسعني سوي الدعاء لها بالشفاء، خاصة ان ابنتي تعاني من وجود تورم دموي عند منطقة الكتف والرقبة حتي منتصف الظهر وهذا عيب خلقي منذ الطفولة حسب تشخيص الأطباء في غزة.. وقد كنت عرضتها علي جميع الاطباء حتي ممن يأتون خلال الوفود الطبية للقطاع والكل اجمع علي نفس التشخيص وضرورة سرعة العلاج ولكن نظرا لظروف الحصار لدينا وعدم توافر الامكانيات والرعاية الطبية اللازمة.. بدأت افقد الامل وانا أري ابنتي في عمر الزهور لا تستمتع مثل باقي زميلاتها بطفولتها في اللهو والمرح وحتي مثل باقي اخواتها فهم جميعا أصحاء ويتمتعون بصحة جيدة، ولكن »الحمد لله« دبت الحياة في اسرتنا من جديد بعد قرار علاجها ومنذ وصولنا وحتي هذه اللحظة لا نشعر بأي غربة فنحن في وطننا الثاني مصر ولم أكن اتخيل ان تلقي »ملك« كل هذه الرعاية فمنذ ان وطأت اقدامنا أرض مصر والجميع يستقبلنا بحفاوة وترحاب بالغ، مشيرا بعد ان شهدت ان جميع الأبواب اغلقت فكرت في تقديم التماس لدي المنسقين في معبر رفح منذ أسبوع تقريبا وكعادة مصر حكومة وشعبا لم تتوان ولو للحظة في تقديم خدماتها لشقيقتها فلسطين وابنائها لتظل هي الامتداد الاول لنا ونفاجأ بهذا الخبر السعيد. ويضيف يتابع معنا الاسرة من القطاع اتصالات يومية للاطمئنان علي ملك لتجيب عليهم بأنها سعيدة في مصر وانها فور شفائها تتمني ان تأتي هي والاسرة لزيارتها مرات ومرات، مشيرا أن جميع الاطباء والعاملين بالمستشفي في حالة متابعة متميزة بين اللحظة والاخري.. فالاهتمام والرعاية التي تتلقاها ابنتي هنا لم اكن اتوقعها. واتمني ان يصدر قرار انساني من الرئيس مبارك لعلاج حالات متعددة من الاطفال الفلسطينيين والذين قد تكون حالاتهم أسوأ من ملك وذلك لتلقي العلاج في المستشفيات والمراكز العلاجية المتخصصة. وببراءة الأطفال والابتسامة تعلو وجهها وجهت ملك رسالة إلي كل المحيطين لتقول »ادعوا لي بالشفاء لأعود والعب مع زميلاتي«. ويؤكد اللواء طبيب أحمد عثمان - نائب مدير الشئون الطبية والعلاجية بمستشفي وادي النيل ان الطفلة ملك »6 سنوات« وصلت أول أمس إلي المستشفي قادمة من قطاع غزة في الساعة الرابعة والنصف مساء. وحسب التقارير الطبية الواردة معها والي التشخيص الطبي المبدئي هنا فإنها تعاني من ورم دموي في الرقبة وقد تم عمل اشعة مقطعية لها فور وصولها، وقد تم تجهيز فريق طبي مكون من استشاري للمخ واستشاري جراحة مخ واعصاب وطبيب اطفال، ليقوموا بمتابعة الحالة اولا بأول وهذا الفريق هو الذي يقوم بعمل جميع التحاليل والاشعات المطلوبة لحالة الطفلة ملك وعلي اثرها سيتم تحديد اذا ما كان هناك تدخل جراحي للتخلص من هذا الورم اما استخدام الحقن ولكن التشخيص المبدئي للحالة يؤكد انه تورم دموي لدي الطفلة موجود بالرقبة وممتد للغرفة الخلفية للمخ واغلب هذه الحالات لا تتطلب جراحة الا عند الضرورة الذي سيتم التحديد من خلال التشخيص، كما سيتم تحديد الفترة التي ستحتاجها الحالة لتتلقي خلالها العلاج من خلال لتقارير الفريق الطبي، مشيرا انه فور علمنا بوصول الحالة تم تجهيز جميع الاستعدادات اللازمة لاستقبالها ويتم متابعتها بشكل يومي من خلال جميع اعضاء الفريق الطبي وهي حتي الآن تعتبر حالة مستقرة.