مصطفى أمين هناك هدايا لا ترفض.. باعتبارها قيمة كبري، ومن هذه الهدايا، هدية قيمة من العالم الجليل د. كمال حمدي أبوالخير،» أبو التعليم التعاوني« في مصر والشرق الأوسط وهو مؤلف ضخم، وبالأحري سجل تاريخي، حافل بالوثائق والمستندات التي تحكي قصة النشأة الأولي للحركة العلمية التعاونية في مصر وتطورها، والذي حمل لواءها منذ عام 9591 وحتي اليوم.. والمؤلف تحت عنوان: »التعليم التعاوني بين الازدهار والانهيار«.. وأمضيت ساعات في قراءته.. لقد راعني أن هناك بعض المسئولين، عن التعليم، يبذلون جهودا مضنية لمحاصرة التعليم التعاوني، للقضاء عليه أو التقليل من شأنه.. وهذا البعض، الذي ولاهم الله أمر البلاد والعباد، لا يقدرون عظيم شأن رسالة التعاون في حياة الشعوب.. ومع الهجمات الشرسة.. ظل العالم الجليل يجاهد في نشر رسالة التعاون غير مبال لما يحاك ضدها من معوقات، ومنحه الله القدرة علي الصمود والتصدي لكل المعوقات المصطنعة. وأذكر ان ل»دار أخبار اليوم« دورا بارزا في دعم الدراسات التعاونية، دفاعا عن رسالتها في إنشاء المعهد العالي للدراسات التعاونية والإدارية، وقد جاء هذا الدعم من رائد الصحافة المصرية الحديثة الكاتب الكبير الأستاذ مصطفي أمين في نطاق فلسفة الأستاذ الرائد التي تشجع الابتكار وتنمية القدرة علي التغيير نحو تعليم أفضل ومساندة الأساليب الجديدة التي تسهم في تحقيق هذه الأهداف. وتولي هذه المهمة الكاتب الكبير الأستاذ أحمد لطفي حسونة نائب رئيس تحرير الأخبار، والمستشار القانوني لدار أخبار اليوم، والمؤسس الأول ل»باب أخبار الجامعات« أقدم الأبواب المتخصصة في الصحافة المصرية منذ 21 أكتوبر 5591 إلي ان انتقل إلي جوار ربه في الخامس عشر من نوفمبر 8691..ولايزال العطاء مستمرا بتوفيق من الله ومن عباءة أخبار الجامعات خرجت جميع الصفحات التي تعالج قضايا التعليم والشباب في الصحافة المصرية . ونذكر للحق والتاريخ ان نجاح المعهد يرجع إلي أمرين: الأول: دعم مؤسسة الرئاسة للتعليم التعاوني وإيمان الزعيم الخالد جمال عبدالناصر بأن التعاون يستطيع أن يحل كثيرا من مشكلات المجتمع في مجالات شتي: الاسكان والتموين والصحة والتعاون الانتاجي والاستهلاكي، كما تفعل الدول المتقدمة التي تعي رسالة التعاون، في تحقيق التنمية وصناعة التقدم. وأذكر للرئيس جمال عبدالناصر كلمته مع بداية إنشاء المعهد العالي للدراسات التعاونية انه يرجو لمعهد التعاون أن يصبح المعهد نواة لأول كلية تعاونية في الشرق الأوسط، لذلك، اسندت رئاسة مجلس ادارة الجمعية المصرية للدراسات التعاونية للراحل الكريم الأستاذ كمال الدين رفعت أحد قادة ثورة 32 يوليو 2591. والأمر الثاني: يعود إلي جامعة عين شمس التي احتضنت المعهد منذ عام 8591، وفي عام 1691 أنشأت الجامعة كرسي الأستاذية في علم التعاون وتبوأه عن جدارة واستحقاق د. كمال حمدي أبوالخير، أول عميد للمعهد منذ إنشائه.. ومعهد التعاون، لمن لا يعرف، هو أول معهد جعل التعليم في متناول الجميع أمام العاملين بالدولة، الذين فاتهم قطار التعليم لظروف اجتماعية واقتصادية فأنشأ نظام البعثات الداخلية، ونجحت التجربة، وراقت الفكرة في عيون وزارة التعليم العالي، وفي عيون الجامعات الحكومية، فأقامت نظام التعليم المفتوح، وتم اغلاق نظام البعثات بالمعهد لحساب الجامعات الحكومية. ولا يوجد بيت في مصر، في قري مصر ونجوعها، في جميع المحافظات لم يتخرج له ابن، أو ابنة، وانتشروا في جميع المواقع الإدارية في طول البلاد وعرضها، ويشغل كثير منهم مناصب رفيعة في مجال البنوك، والأعمال والاعلام ، وعلي سبيل المثال، د. حسن راتب، رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء التي تلعب دورا مهما في بقعة عزيزة من أرض مصر، طال اهمالها، تعليميا وصناعيا وتنمية زراعية وبشرية لعقود طويلة.. بل ان كثيرا من خريجيه أصبحوا اليوم أساتذة، وعمداء معاهد عالية خاصة، وعلي سبيل المثال لا الحصر الدكاترة: صلاح وهيب العميد الحالي لمعهد التعاون، ومحمد نجيب عبدالفتاح العميد الأسبق لمعهد الدراسات والبحوث الاحصائية بجامعة القاهرة، وأحمد خميس عميد المعهد العالي للحاسبات والمعلومات بطنطا، وفوزي الشاذلي مدير معهد الاقتصاد الزراعي بوزارة الزراعة، والعشرات من نجوم كرة القدم، في جميع الاندية الرياضية المصرية والعربية . الحديث يطول.. مع كل الأمنيات الطيبات للدكتور كمال حمدي أبوالخير، بحياة ملؤها الصحة والعافية، وبعطاء علمي موصول وفي تربية الأجيال الجديدة علي الصدق، والأمانة، وحب العمل لخير الناس جميعا. المحرر