أحد الصيادين ينظر بحسرة الى الآف الزريعة النافقة في ظاهرة غريبة شهدت بحيرة مريوط بالإسكندرية أمس نفوق الالآف من زريعة الأسماك.. وتباينت الآراء حول أسباب نفوق الزريعة ولم يتم تحديد سبب محدد لنفوقها حتي الآن .. ففي الوقت الذي تعالت فيه صرخات الصيادين باتهام شركتي بترول بإلقاء مخلفاتهما الكيميائية السامة في البحيرة.. ظهرت آراء علمية أخري تُرجع سبب الظاهرة الي برودة الطقس التي أدت الي نفوق الأسماك وخاصة أن الإسكندرية كانت قد شهدت أحوالا جوية سيئة خلال الأيام الماضية بسبب نوة قاسم .. شكاوي الصيادين تلقت "الأخبار" شكاوي عديدة من عدد من صيادي بحيرة مريوط حول المشكلة .. وبالانتقال إلي البحيرة وتحديداً حوض ال3 آلاف فدان تلاحظ حدوث ظاهرة نفوق جماعي لزريعة أسماك البلطي والقاروص والعائلة البورية من جميع الأحجام بطول ثلاثة كيلو مترات من الحوض في المنطقة الملاصقة لشركات البترول. وبسؤال الصيادين وأهالي المنطقة أكد أحدهم ويدعي محمود عبد اللطيف أن هناك شركتي بترول تقومان بغسيل مخلفاتهما بمواد كيماوية بصفة دورية كل عام تتسبب في إحداث رغاوي بيضاء وتجعل الحوض لونه غامق وتقتل الأسماك.. وأضاف أن الأسماك الكبيرة أيضا من البلطي تأثرت بتلوث المياه فباتت في حالة "دوار" يسهل معها صيدها بكميات كبيرة بعد تراكمها ووقوفها بشكل غريب بطول حافة الحوض.. أما صابر دياب - صياد - فقام باصطحابنا الي إحدي مواسير الصرف الصناعي لشركتي بترول تصب داخل مياه الحوض - وعلي حد قوله -فإن الشركتين تصرفان من خلالها كميات كبيرة جدا من المخلفات.. موضحا أن التلوث يتركز في الناحية القبلية فقط من حوض ال 3 آلاف الذي يقسمه الطريق الدولي الي نصفين قبلي وبحري خال من التلوث لبعدها عن شركات البترول.. ويضيف محمد نصر -صياد- أن نفوق مئات الالاف من الزريعة سوف يؤثر علي المخزون السمكي للبحيرة لمدة شهور طويلة يعاني فيها الصيادون من ندرة الأسماك التي تعد مصدر رزقهم الوحيد .. موضحا أن نفوق الزريعة يعد بداية لنفوق السمك الكبير .. ويقول السيد أحمد - صياد - أن الزريعة لا تتحمل العيش في مياه ملوثة لمدة طويلة فتموت بشكل أسرع من الأسماك الكبيرة التي سرعان ما تموت هي الأخري بعد أيام قليلة.. وأكد عدد كبير من الصيادين منهم محمد محمود عبداللطيف وحسن نصر ودياب أنهم سوف يقومون باللجوء الي هيئة الثروة السمكية لمحاسبة المسئولين عن الإضرار بالمخزون السمكي للبحيرة وفي حالة عدم استجابتها لشكواهم التي باتت تتكرر سنويا سوف يقومون بتحرير محاضر ضد شركتي البترول المتسببة في تلوث الحوض.. برودة الطقس وبالانتقال الي خبراء المعهد القومي لعلوم البحار بالإسكندرية أكد الدكتور شريف فتوح رئيس شعبة المصايد بالمعهد أنه في الوقت الحالي لا يمكن تحديد سبب محدد لنفوق الزريعة الا بعد إجراء التحاليل اللازمة لكل من الأسماك النافقة ومياه البحيرة والتربة .. مشيرا الي أن التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة من الدفء الي البرودة الشديدة المباشرة قد تؤدي الي موت ونفوق عدد من زريعة الأسماك "صغيرة الحجم" التي لا تستطيع تحمل تلك التغيرات الشديدة في الأحوال الجوية .. مؤكدا أن زريعة الأسماك تحملها للتغيرات البيئية ضعيف جدا ومقاومتها تتأثر سريعا .. وأضاف د. فتوح أن المعهد علي استعداد لإجراء أي تحاليل للبحيرة لتحديد سبب الظاهرة وخاصة أن هناك تنسيقا بين المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بعمل مسح شامل لبحيرة مريوط لدراسة أي تغيرات بيئية في البحيرة للمتابعة والقضاء علي أي ظاهرة سلبية حفاظا علي الثروة السمكية وصحة المواطنون وسوف تعمم علي باقي البحيرات الشمالية قريبا .. مطلع 2010 وكانت نفس الظاهرة قد شهدتها البحيرة مطلع العام الحالي وأثارت جدلا كبيرا حول أسباب حدوثها وأرجع التقرير الرسمي للجنة المشتركة من وزارات البيئة والصحة والزراعة الذي شكلتها الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية أسباب نفوق الأسماك ببحيرة مريوط مطلع العام الحالي إلي تأثرها بالبرد الشديد والعوامل الجوية خاصة أنها من الأنواع الصغيرة التي تتأثر بهذه العوامل .. و أكد أن حالة النفوق التي كانت بالبحيرة لم تكن جماعية وأن الكميات النافقة قليلة جدا ولا تصل لدرجة أن تكون بحجم الظاهرة.. وأوضح أن عينات فحص مياه البحيرة أثبتت عدم وجود أي آثار للتلوث بمياهها .. مؤكدا حرص الهيئة علي غذاء المواطنين ومطالبا بضرورة تقصي الحقائق والبعد عن الشائعات. الشركة تنفي وقد نفت شركة الإسكندرية للبترول وجود أي صرف لها علي بحيرة مريوط وذلك حفاظا علي الثروة السمكية بالبحيرة .. وأشار يسري فؤاد مدير عام العلاقات العامة والخدمات بالشركة الي أن الشركة تضع نصب أعينها الاهتمام الشديد بالبيئة المحيطة والمحافظة عليها من التلوث حيث تم إنشاء وحدة من أكبر وأحدث مشروعات المحافظة علي البيئة وهي وحدة إعادة الزيوت المستعملة كما تقوم الشركة بمعالجة راجع مياه التبريد والمخلفات البترولية عن طريق أحواض خاصة بالشركة والتي تعتمد اعتمادا كاملا علي مياه البحر في التبريد حيث يتم إعادتها مرة أخري الي البحر بعد معالجتها في أحواض داخل الشركة "الأحواض الفاصلة" عن طريق خطي مياه تبريد تم تجديدهما وهما مدفونان علي أبعاد وأعماق كبيرة تحت الماء طبقا للوائح وقوانين البيئة .. وأضاف أن الصيادين بالبحيرة هم الشغل الشاغل للشركة حيث تعمل دائما علي تقديم جميع الخدمات لهم في شتي المجالات .