د. أحمد درة لاتزال معركتنا مع أسباب التخلف والوهن مستمرة، بدأت بالأرواح التي أزهقت لكسر القيد ودحض اليأس الضارب حولنا، وقد خرجنا إلي بصيص النور الذي يأتي من بعد لكنه قد يكفي الآن لنعرف به الطريق، وفي ضمائرنا يقر الاعتراف بضلوعنا جميعا فيما نحن غارقون فيه، لقد ركنا إلي قوم منا ظالمين فإذاقونا وبال أمرنا و انتهينا بعد ثلاثة وثلاثين عاما إلي أقصي درجات الانهيار في الشارع والمصنع والحقل والمدرسة وللأسف في دار العبادة أيضا، وما أنا بمستثني أحد، كلنا آثمون، لم يبق للخجل مكان في أوداجنا ليعلن حمرته، لقد فقدنا موازين العدل وابتعدنا عن عقائدنا، وتخلصنا من أجل القيم وأبسطها فكان ما كان. والآن يطل من أشلاء القتلي وركام الهدم ورماد الحرائق، ذلك الأمل أو خيوط المستحيل، فهل ننسج منها مستقبلنا ونحن مجردون من كل شيء، لايزال فينا من هم لا يألوننا خبالا، ودوا ما عنتنا، نعم هذا هو الواقع المرير، فلنعترف، ولنقسم نفس القسم الذي سيقسمه الرئيس بعد غد بأننا مطالبون بالحق الذي لا مراء فيه، حتي نخرج من هذا الجحيم إلي نسائم الحرية والأخلاق، ونبيت كلنا كالين من عمل أيدينا، هذا طريق طويل، فلنقسم أنه لا نفاق بعد اليوم بين الحاكم والمحكوم ولا شرعية لأحد يأتي ليبني عالمه الخاص علي حساب هذا الوطن وسلامة أراضيه، وأمان شعبه، وليكن منا أمة يدعون إلي الخير يحفزون الناس إلي غدهم ويدفعونهم إلي البناء ويرغبونهم في الحق ويوصونهم بالصبر حتي يبلغوا الغاية، أما الأفاكون الكذبة فعليهم أن يتجنبوا الناس من الآن وإلا فويل لهم مما يصنعون، نحن أفقنا اليوم من سكراتنا وأنشرنا من مواتنا، ليس لأحد في هذا الوجود فضل إلا الله الذي هدانا لهذا وأنقذنا من براثن الفساد والفسدة والمفسدين في الأرض. ولعل الفجر البازغ ينشر رحمات الله معه، يقينا بأنه هو قدره واختياره، لأن إرادة الشعب الحائر كانت من إرادة الله، سبحانه الذي قدر فهدي. نريد حكومة غير عادية أريد للذين اعتادوا الترويج لأفكار يتبنونها من الإعلاميين وغيرهم أن يكفوا عن غيرهم وألا يكون ما يكتبون وما يثرثرون به مدعاة للتأثير علي القرار السياسي في هذه المرحلة الدقيقة التي أثبتت الحكومات التقليدية فشلها في تقديم حلول ولو مؤقتة لمعاناة المواطن المصري بكل طبقاته، ليس لأحد أن يتكلم عن أول حكومة يشكلها الرئيس السيسي لتنفيذ عملية الانقاذ لحياة البلد كله، وأن يتكهن فيوقعنا في حرج، ان مصر في حاجة إلي حكومة غير عادية ليتحمل أعضاؤها مسئولية الخروج من الأنفاق المظلمة والآفاق الضيقة التي نعاني منها وحسبنا ما عانيناه.. حسبنا ما عنينا من المنظرة الإعلامية والكلام الفارغ الذي ليس له مكان الآن. عدلي منصور لك من قلوب المصريين ما يجعلك اليوم هامة في سماء الوطن ترتفع كل صباح إلي الأعلي، وتسمو في بهائها إلي الشمس حيث الخالدين في ضميرها ووهج حقيقتها، يكفيك هذا الفيضان الهادر باسم الاخلاص والوفاء الذي ليس له شواطئ تحده، سوف تبقي رمزا لذلك الفداء الذي دمعت عيناك من أجله، ومعني نبيلا للإنسانية والوطنية، يستثير فينا حب الوطن كلما قرأناك في سطور التاريخ مع الأجيال المقبلة.