لماذا سكتوا؟

حاجة تجنن.. يعنى كلهم حرامية وسرقوا فلوس الشعوب الغلبانة؟.. إيه المليارات دى كلها.. ماذا سيفعلون بها؟.. مبارك والقذافى وزين العابدين.. وفى الطريق الأسد وعلى صالح.. ماذا يخفون أيضا.. وكيف كانوا يأكلون بشراهة وطفاسة بينما شعوبهم تنام جوعانة.. «ليس منا من ينام شبعان وجاره جائع».. هم فعلا ليسوا منا.. إنهم العسكرى الأزرق يحرس مصالح أمريكا ويقمع الشعوب العربية جمعاء.. ثم ما هذا التواطؤ؟ من أمريكا وأوروبا..
ما هذه الانتهازية السرطانية؟ ولماذا سكت من يعلمون؟.. وكيف نسترد هذه الأموال؟.. وهل الأستاذ هيكل كان يعلم حقيقة أرقام ثروة الرئيس وعائلته من زمان؟ أم أن الوثائق جاءته مؤخرا..؟ بلاش.. لماذا تأخرت «الجارديان» فى الإعلان عن أرقام ثروة الرئيس السابق وعائلته؟.. إن الأمر أصبح واضحا وجليا.. سقط القناع الأخير من فوق وجه أمريكا والغرب..
ولن نراهن إلا على أنفسنا فى المستقبل.. انتهى زمن المداهنة والإرهاب السياسى.. وعرف الناس ميدان التحرير.. وسوف يقولون كلمة الحق.. حتى وإن كان الثمن هو الاستشهاد.. وسوف يقول المثقفون الحقيقة من الآن فصاعدا.. ولن يخافوا.. ولو أنهم فعلوا ذلك من قبل لأنقذوا البلاد والعباد.. ولكنها الجسارة التى لا يقدر عليها إلا شجعان العقول.. أذكر أن المفكر المرموق محمود أمين العالم رحمه الله كان ضيفنا فى قناة النيل الثقافية.. وأنه أبدى اندهاشه الشديد لتعيين رجال الأعمال كوزراء بالزوفة فى حكومة نظيف، وعلق قائلا.. «سلموا القط مفتاح الكرار».. وهذا كلام كله غلط فى غلط.. كان جريئاً كعادته ولا يحركه إلا ضميره الوطنى.. وهو على الهواء جاءتنى مكالمات غاضبة من وزير الإعلام ورئيس الإتحاد.. ما هذا الكلام؟..
وكيف تسمح كرئيس قناة بذلك؟.. إن الوزراء ورئيسهم غاضبون جدا.. كيف يذاع هذا الاتهام على تليفزيون الحكومة؟.. المهم أنه أذيع وأن الرجل قال كلمته الحرة كمثقف عضوى كما يقول «جرامشى».
وهذا الطراز من المثقفين يتجاوز نفسه لمصلحة البلد.. فرغم أنه دخل السجن أيام عبدالناصر لمدة خمس سنوات إلا أنه عندما خرج وقابله ناصر مطيبا خاطره.. قال محمود العالم.. أنا مش مهم.. المهم البلد.. المهم مشروع النهضة والتحديث يتم وينجح.. وأنت تعجب كيف يتجاوز آلامه وأوجاعه هكذا ويتماهى مع وطنه؟..
الآن الوطن أحوج ما يكون إلى هذا الطراز من الحكماء.. الآن نحن نتطلع إلى قادة يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.. الآن نحتاج إلى من يؤمن بالحكمة القائلة.. إن عز أخوك.. هنئت.. يعنى تنازل عن أنانيتك قليلا من أجل مصلحة الوطن.. نحن نريد عقلاء وسياسيين يبحثون عن مكاشفة وشفافية وإصلاح ووفاق وطنى.. ولا نريد سياسيين يبحثون عن النجومية والمنظرة.. ويراءون ويمنعون الماعون.