الجو نار.. ودرجة الحرارة ضربت ارقاماً قياسية في معظم المحافظات وتجاوزت 44 درجة مئوية. غاب الكثيرون امس عن أعمالهم ومن اضطروا للنزول واجهوا تجربة العيش في »الشواية«! قامت «الاخبار» بجولة لترصد تأثير الموجة الحارة علي المواطنين فأجمعوا علي احساسهم بالمعاناة، وانصرف الكثيرون منهم مبكراً من أعمالهم بعد ان اثرت حرارة الجو علي ادائهم. في البداية يقول «عم جمال» عامل بأحد محلات وسط البلد: «الجو نار بس لقمة العيش صعبة» ويؤكد أنه مضطر للوقوف امام النار لطهي الشاورمة لانه لو تركها سوف تفسد. ويشير مجدي عبده صاحب محل اسماك إلي انه اضطر لشراء ثلج ب 400 جنيه ليوم واحد فقط و هذا الرقم هو أربعة اضعاف ما ينفقه في اليوم العادي و لكن ارتفاع الحرارة يذيب الثلج سريعا . اما الحاج علي «جزار» فامتنع عن عرض اللحوم ووضعها داخل الثلاجات خوفا من ان تفسدها الحرارة. ويقول منعم عبد الواحد فني في مصنع الحديد والصلب: «المفروض الحكومة تراعينا في اليومين دول « ويواصل: من غير المعقول ان نعمل في ظروف صعبة نعاني فيها من انعدام اجهزة التكييف والتبريد وانقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، فدرجات الحرارة المرتفعة تسبب الضجر والعصبية وتؤثر علي الاداء وحتي علي السلوك والتعامل بين المواطنين، ولو جمعنا فترة الراحات ما بين ساعات العمل بسبب الارهاق لوجدناها تصل الي ساعتين او ثلاث لتصبح حصيلة ساعات العمل هي ثلاث ساعات فقط ، فهل تستوجب هذه الفترة الزمنية القصيرة مشاكل العمل ومخاطر الحر وتؤكد فاتن محمد انها اضطرت الي عدم الذهاب الي العمل أمس بسبب درجة الحرارة المرتفعة وذلك لاصابتها بحساسية في العين خوفا من التعرض الي المزيد من الالتهاب بناء علي نصيحة طبيبها الخاص. و اضافت ان بعض زملائها الذين اضطروا الذهاب الي العمل قرروا الانصراف مبكرا قبل الظهيرة حتي لا يتعرضوا لاشعة الشمس. اما عالية ابراهيم ربة منزل فقررت منع ابنائها من نزول الحضانة امس واليوم تجنبا لاشعة الشمس الحارقة بعد تحذيرات خبراء الطقس من التعرض للشمس. ويتحدث احمد البرعي «سائق تاكسي» عن معاناته أثناء العمل في الأيام الحارة قائلا: منذ الصباح الباكر ظللت اجوب الشوارع والمناطق المختلفة وما ان اشارت عقارب الساعة الي الواحدة ظهرا حتي بدأ الناس بالاختفاء في بيوتهم واصبح العثور علي راكب امرا فيه شيء من الصعوبة، فالجميع يفضلون البقاء بالمنازل علي الخروج الي الشارع إلا من كان مضطرا لعمل ما، ولذلك اضطررت الي الرجوع الي البيت حفاظا علي السيارة واستهلاك البنزين من دون مردود مالي، علما انني امتلك سيارة حديثة و لااستطيع المجازفة باستخدامها طوال النهار خوفا عليها من الحرارة الكبيرة التي قد تصيبها بالضرر. لم يقتصر تأثير درجات الحرارة المرتفعة علي المواطنين بل امتد إلي حديقة الحيوانات، حيث تؤكد الدكتورة مها صابر مدير إدراة الحديقة « ان جميع الحيوانات تتأثر بإرتفاع درجات الحرارة وخاصة الحيوانات القادمة من اوربا وشمال اسيا مثل الدببة والقرود وبعض انواع الغزلان لهذا تم توفير احواض مياه إضافية للدببة ومراوح ذات رشاشات مياه بالاضافة إلي تكييف المباني الخاصة بها تكييفا تاماً فهي تحتاج إلي درجات حرارة منخفضة تمكنها من التعايش وتشير إلي ان الغزلان ايضا لا تتحمل الإرتفاع الشديد لدرجات الحرارة ولذلك فتم زيادة عدد المظلات لها اما القرود و» الشامبنزي» وإنسان الغاب فهو يحتاج دائما إلي الأطعمة ذات المحتوي المائي مثل الفواكه وخاصة البطيخ وكذلك الخضر وخاصة الخس .