محيى الدين عبدالغفار في الماضي كنا نعتقد أن الاهتمام بقضايا البيئة من أمور الرفاهية ولكن تغيرت النظرة الآن.. وأصبح الاهتمام بها يدل علي مدي وعي وتقدم الشعوب.. بعد أن ارتفع معدل التلوث مداه علي الكرة الأرضية. ومنذ أكثر من 25 عاما ومنظمة التعاون الأوروبي العربي ومنظمة نيوبلانت بقيادة الدكتورة سوزان القليني والكيميائي سامي الجندي حريصون سنويا علي عقد مؤتمر البيئة ضرورة من ضروريات الحياة.. رغم كل الأحداث التي تمر بها البلاد. ليلقي الضوء علي مشاكل البيئة التي تواجه المجتمع وكيفية علاجها. وفي مؤتمر هذا العام والذي عقد بالاسكندرية.. استمعت إلي بحثين قدمهما علماء مصر.. الأول قدمته الدكتورة منال فوزي رئيس قسم علوم البيئة بعلوم الاسكندرية.. وتناولت فيه بالتفصيل كيفية علاج المياه والبيئات الملوثة باستخدام النباتات. وأكدت الدكتورة في بحثها بأن هناك بعض النباتات لديها قدرات غير عادية علي تحمل تركيزات عالية من المواد العضوية وغير العضوية دون آثار سيئة.. كما أظهرت قدرة علي استخلاص واحتجاز المعادن الثقيلة داخل أماكن خاصة كي لا تضر النبات.. وهناك نباتات أخري تعمل كمرشحات حيوية تمتص المعادن الثقيلة من المياه. وشاركت الدكتورة منال من خلال جامعتي الاسكندرية وسوهاج في دراسة حول تقييم قدرات النباتات المائية بنهر النيل.. ومدي استخدامها كمرشحات لتنقية المياه الملوثة.. وأوصت في نهاية بحثها بضرورة استكمال هذه الأبحاث حتي يمكن علاج مياه الصرف الصناعي والزراعي وتنقية مياه النيل. أماالبحث الثاني فقدمه المهندس عصام ابوضيف.. مدير عام شئون البيئة لشركة غرب الدلتا لانتاج الكهرباء.. وفيه يؤكد أن استعمال الفحم الحجري في انتاج الكهرباء.. يحمل في طياته الكثير من المشاكل.. من أهمها تلوث الهواء علي الرغم من ظهور وسائل عديدة للتقليل من هذا التلوث.. لكنها مكلفة. قبل الختام: ستظل مصر عظيمة بعلمائها.. مهما كانت الظروف.. ففي كل مرة اشاهد قدرة هؤلاء العلماء علي تحدي الصعاب في محاولة لرفع البلاد إلي الأعلي.. وهذا يبين لماذا ينجح علماؤنا في الخارج... إن مصر عظيمة وغنية بكل هؤلاء.