ليس هناك ما يمكن ان يقال تعليقا علي الأحداث التي تناولها السرد الامين الذي سجله أحمد ابوالغيط لاحداث معركة السلام التي خاضها الرئيس الراحل انور السادات »رحمه الله« استكمالا لمعركته العسكرية الثعلبية التي حطمت كبرياء ليس اسرائيل وحدها بل أربكت داعمتها حتي الثمالة.. دولة القطب الواحد. لم تكن معركة السلام التي خاضها السادات بأقل ضراوة من المعركة العسكرية التي خطط لها واقدم عليها في ظروف سياسية خارجية وداخلية في غاية الصعوبة.. كان صامدا كالطود يعمل في سرية كاملة وصمت في مواجهة هذا الطوفان من الازمات. كان السادات يؤمن بأن ما يقوم به هو لصالح هذا الوطن الذي احتلت أراضيه وانتهكت كرامته وتآمرت عليه قوي الشر لوقف مسيرته.. كان الهدف الذي كرس حياته له هو تحرير الأرض من رجس الاحتلال الصهيوني. ركز الرئيس الراحل توجهاته رغم كل هذه العوامل السلبية المثيرة للاعصاب والتي احاطت به علي اعداد القوات المسلحة لمعركة التحرير من اجل اليوم المحسوم الذي كان يُدبر له منذ اللحظة الاولي لتوليه السلطة في ظروف شبه مستحيله داخيا دافعها الغيرة الشعبية الوطنية علي ما كان قد وصل اليه حال مصر بعد احتلال اراضيها وغرقها في العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.. يضاف الي ذلك تحركات ثعابين الليل من الحاقدين الناقمين والمتحسرين لغروب السلطة والجاه عنهم ولجوئهم الي التمسح بقميص الراحل العظيم جمال عبدالناصر الذي كان ضحية لاخطائهم. هذه الحقيقة اكدتها كل الكتب والدوريات بإيجابياتها وسلبياتها والتي تناولت هذه الحقبة من وجهة نظر شخصية من كتبها والتي جاء بعضها تجسيدا لاحاسيس وطنية اصيلة بينما اتسم بعضها الآخر بتصفية الحسابات والتعبير عن الغضب الدفين لانحسار الشهرة والمال والجاه والسلطان. كان من حسن حظ هذه الفئة المتجنية ان الظروف القدرية والتي كانت قد اتاحت للايدي الاجرامية تغييب هذا البطل ليصبح بين يدي المولي عز وجل سمحت لها ان تنشر ترهاتها واكاذيبها والتي تؤكد الوثائق والبراهين سقوطها الاخلاقي وافتقادها للامانة.. ولقد قام الرئيس مبارك بعد توليه السلطة في هذه الظروف الشديدة الصعوبة التي حكمت عليه بالعمل علي معالجة كل هذه المشاكل الداخلية الناجمة عن غياب بطل الحرب والسلام واتمام التحرير الكامل للتراب الوطني واستكمال كل ما تم وضع بذرته لتحقيق التقدم المنشود لمصر من اجل استعادة مكانتها. إن كل الدلائل والوثائق واخرها ما تم افشاؤه علي موقع ويكيليكس الالكتروني يؤكد اخلاقية السياسة المصرية في تعاملها مع قضايانا القومية التي يأتي علي رأس أولوياتها أمن واستقرار المنطقة العربية وكل الشرق الاوسط وقيام الدولة الفلسطينية. إن ما صممت عليه مصر في محادثات السلام مع اسرائيل وبمشاركة امريكا منذ البداية ظل ثابتا دون اي تغيير.. ومن المؤكد ان ما كشفت عنه وما سوف تكشف عنه الاحداث والتطورات مستقبلا سوف يكون من قرائن التاريخ وهو ما يجعل الموقف السياسي المصري يحظي بالاحترام والتقدير والتبجيل.. هنا لا بد ان نعترف بأن مكاسبنا القومية من هذه السياسة المصرية التي تعكس حضارة دولة عمرها خمسة آلاف سنة كان يمكن ان تظهر علي الساحة وتتضاعف لو توافرت العوامل المساعدة عربيا. يجب ان نعترف بأن الدعم والتوحد العربي والثقة العربية المتبادلة هي العناصر المحركة لفاعلية الدفاع عن الحقوق العربية والتصدي للمؤامرات التي تستهدف الجميع.