المفردات والكلمات التي استخدمها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمام مجلس الشوري أول امس حول العرب واهمية المصالحة واصلاح ذات البين تأتي في وقت مهم حيث القمة العربية التي تستضيفها ليبيا علي الأبواب، وقد بدي ذلك عندما قال: إننا جميعا حريصون علي تثمين الروابط التي تربطنا بمحيطنا العربي والإسلامي وهي روابط الدين واللغة والعرق والجوار والتاريخ والمصير والقضايا والمصالح والاهداف المشتركة وقال: هي بلا شك روابط تسعي السعودية دائماً وأبداً إلي تعزيزها بكل الوسائل المتاحة ومن ذلك سعيها الدائم إلي المصالحة العربية وإلي مراعاة حسن الجوار وإلي تنقية الأجواء وإصلاح ذات البين بين جميع الدول العربية والإسلامية الشقيقة ودعم قضاياها العادلة وعلي الأخص قضية العرب والمسلمين الأولي قضية فلسطين. وأوضح العاهل السعودي قائلا: قد سعينا لدعم هذه القضية في مسارين متوازيين المسار الأول الدفع بالمصالحة الفلسطينية ودعم هذه القضية العادلة في المحافل الدولية بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف أما المسار الآخر فتمثل في استمرار مساعدات المملكة المادية والعينية للشعب الفلسطيني وعلي سبيل المثال قدمت المملكة مبلغ مليار دولار لإعادة إعمار قطاع غزة جراء الاعتداء الإسرائيلي الغاشم علي القطاع كما وجهنا بإطلاق حملة تبرعات شعبية عاجلة في عموم مناطق المملكة لمساعدة أهلنا وأشقائنا في فلسطين وإغاثتهم وهذا واجبنا تجاه إخواننا العرب والمسلمين في كل زمان ومكان.وحول العلاقات مع العالم قال الملك عبد الله: إننا جزء من هذا العالم وعضو في الأسرة الدولية تربطنا مع جميع الدول المعتدلة مصالح اقتصادية مشتركة وعلاقات تعاون في جميع الميادين وتجمعنا بهم أهداف واحدة تتعلق بإحلال الأمن والسلام ومحاربة الإرهاب والفساد بكل صوره وأشكاله وترسيخ مبادئ التنمية والتقدم والرخاء والتطور الحضاري في كل المجالات ولذا فإن حكومة المملكة العربية السعودية حريصة دائماً علي استمرار علاقاتها مع الدول المعتدلة كافة وترسيخها لتحقيق الأهداف الاستراتيچية المشتركة وتعزيز قيم التعاون في الميادين كافة. وذكر أن مواقف المملكة تتسم بالوسطية والعقلانية والحكمة مما جنبها الوقوع في كثير من الصراعات الإقليمية والدولية فهي دائماً تقف مع قضايا الحق والعدل دون التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة كما أنها تشارك دول العالم في المساعي الرامية لإحلال السلام والأمن العالميين وهي تشارك بفاعلية في مجال الإغاثة الدولية وفي مجال معالجة تداعيات الأزمة المالية وتفاديها. وقال: لكل هذا حظيت المملكة بمكانة رفيعة وعضو فاعل في جميع المحافل الدولية وما كان لهذا أن يحدث لولا توفيق الله أولاً ثم تضافر الجهود لما فيه خير الوطن والمواطن والإنسانية جمعاء. واشار إلي أن المملكة ماضية في نهجها المتسم بتقديم المساعدات الإنسانية ونصرة القضايا العادلة وتوسعة دائرة المساعدات لتشمل بلداناً كثيرة ومنظمات إنسانية وصناديق دولية متعددة ولعل من أبرز ملامح النجاح للمملكة علي الصعيد الخارجي إعادة انتخاب المملكة العربية السعودية لعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن القارة الآسيوية مدة ثلاث سنوات جديدة قادمة.