حالة من الهدوء سادت قبيلتي الدابودية وبني هلال عقب لقاء شيخ الازهر اول امس في اجتماع مغلق استمر أكثر من ساعتين مع كل طرف علي حدة من أجل تهدئة الاجواء للسير في مساع الصلح بين الطرفين واستطاعت الاخبار الحصول علي كواليس الاجتماع بعد ان أكد لنا الطرفان التزامهما الكامل بالسعي للتصالح برعاية الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر حيث التقي في البداية بوفد من قبيلة بني هلال ضم خمسة أفراد تحدثوا عن بدايات المشكلة وانهم تعرضوا للضرر الاكبر سواء في عدد الضحايا الذين سقطوا خلال الاشتباكات أو الحرائق التي طالت منازلهم ومحالهم التجارية والسيارات ، وقاموا خلال الاجتماع بتسليم لجنة حصر التلفيات بيانا بكافة الخسائر التي وقت لهم ومن جانبه أكد المتحدث الرسمي لقبيلة بني هلال انه تم التركيز خلال الاجتماع علي التمثيل بالجثث واوضح انه من المتعارف عليه في الثأر بالصعيد انه يتم بنفس الشكل وانه يتم أخذ روح مكان الاخر الا انهم اكدوا لشيخ الازهر ان عملية رد فعل الجانب النوبي لم تكن ثأرا بل تطور الامر لشكل جديد علي اهالي الصعيد من خلال التمثيل بالجثث مثلما تم بثه عبر وسائل الاعلام المصرية والعالمية في اهانة واضحة لبني هلال وعدم احترام حرمة الموتي .. وتم شرح الموقف منذ بداية اندلاع الاحداث وحتي موافقة الطرفين علي التهدئة بعد تدخل الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب واشار الي انه كان يفضل ان يجلس شيخ الازهر مع أصحاب الدماء والشباب الثائر لأخذ الكلمة منه لانهم أصحاب الشأن الرئيسي موضحا ان الحاضرين بالجلسة اعطوا كلمتهم بالتزام الهدوء لحين اتمام الصلح . في الوقت الذي علمت فيه الاخبار بوجود حالة من الانشقاق داخل القبيلة وحول ممثلها في لجنة المصالحات لمعرفة المطالب التي حددوها لاتمام الصلح خاصة اولياء الدم الذين رفضوا مقابلة شيخ الازهر حسب تصريحات سيد عجاج ولي دم 11 من القتلي ببني هلال والذي أكد في حديثه مع الاخبار انه لن يقبل بأية مفاوضات مع اية جهة قبل الاخذ بالثأر موضحا ان فقدانه لهذا الكم من القتلي امر لا يمحيه الزمان واشار الي ان ممثلي بني هلال الحاضرين لاجتماع الطيب لا يعبرون عن رأيه بل يتحدثون من وجه نظرهم ولن يكون لهم سلطانا علي وفي نفس الوقت اعترض الكثير من بني هلال علي مصافحة وفد قبيلتهم لوفد الدابودية عقب لقاء شيخ الازهر. وعلي الجانب الاخر التقي شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب بوفد من اهالي النوبة علس رأسهم عارف صيام عضو مجلس الشعب الاسبق ونقيب المعلمين ، وعبده سليم رئيس مجلس محلي بندر أسوان ، والحاج ضيفي عباس وآدم عبد الحميد جبريل بجانب المتحدثين الرسميين محمد عبد الباسط و محمد المهدي بالاضافة لمحمود حنفي والد أحد الضحايا وقد اكد لنا المتحدث الرسمي باسم الوفد محمد عبد الباسط انه تم الاتفاق بين جميع الاطراف علي عدم تنوع التصريحات وتوحيدها حفاظا علي عدم اثارة اشكاليات جديدة بوسائل الاعلام كما اكدوا ذلك لشيخ الازهر الذي طالب الاعلام بتحري الدقة واضاف عبد الباسط ان اصحاب الدماء لم يتحدثوا لأن شيخ الازهر راعي ان الحديث عن التفاصيل سيؤذيهم نفسيا . واشار الي انه أكد ان مجيئه لم يكن للاستماع للتفاصيل بل جاء لكي يأخذ كلمة عهد من الطرفين لالتزام الهدوء طوال فترة عمل اللجنة . واضاف عبد الباسط ان رعاية الازهر الشريف للجنة والعمل تحت اشرافها ماهو الا قرار بعث الطمأنينة في نفوس الجانب النوبي خاصة انه بذلك ستصبح الاجراءات أكثر تمسكا بالمسار الاسلامي وهو ما يضمن شيئين الاول ان الاسلام يركز علي الاصلاح بين المتخاصمين وهو مايضمن سرعة اتمام الصلح ، اما الامر الثاني وهو تأكيد الاسلام علي ان المجتمع بأكمله عليه ان يقف ضد اي فئة اسلامية تبغي علي الاخري ومن هنا فان الطرفين سيضمنان ان يأخذ حقه وفقا لتعاليم الاسلام الحنيف . واشار المتحدث الرسمي الي ان الجانب النوبي شعر بارتياح كبير لكلمة العهد التي أخذها شيخ الازهر من الطرفين موضحا انهم اثاروا مع محافظ أسوان مشكلة أهالي الطرفين الذين تم تدمير مساكنهم واجاب المحافظ بأنه سيقوم بمناقشة الامر مع الايواء العاجل لسرعة تدارك الأزمة.