المدعي العام الأمريكي »إريك هولدر« رفض اتهام مكتب التحقيقات الفيدرالية ب»استخدام إجراءات غير قانونية للإيقاع بمواطنين قبل قيامهم بتنفيذ هجمات إرهابية، من خلال دس متشددين مزيفين علي المتطرفين المتهمين مما عجل بالقبض عليهم«. وكان مدافعون عن حقوق الإنسان قد أبدوا اعتراضهم علي قيام ال »إف بي آي« بدس عميل متنكر، في هيئة متطرف إسلامي، والتقرب من مواطن صومالي الأصل يقيم في بورتلاند، وعرف منه أنه ينوي تفجير سيارة مفخخة أثناء تزاحم المئات حول »شجرة بابا نويل« وتم القبض عليه قبل تنفيذه الجريمة التي اعترف في التحقيق بكل تفاصيل تخطيطها. المدعي العام الأمريكي دافع عن هذه الإجراءات، وأكد أنه تحقق من سلامتها، وقانونيتها، وليس صحيحاً أن العميل الفيدرالي المتنكر اقترح علي المتشدد الصومالي »محمد عثمان محمود / 19عاماً« قيامه بتفخيخ سيارة ثم تفجيرها وسط جمع كبير من المحتفلين بأعياد الكريسماس ورأس السنة، وأن المتشدد الإسلامي المحسوب علي تنظيم القاعدة هو الذي كاشف العميل المزيف بمخططه وطلب منه مساعدته في الحصول علي متفجرات، والمشاركة في تنفيذها، وهو ما نفاه الشاب الصومالي أمام قضاة محكمة بورتلاند الفيدرالية، متهماً عميل ال (إف بي آي) باختلاق كل ما اتهم به. ودفاعاً عن إجراءاته، و تبريراً لتزييف هوية وملامح أحد ضباطه حتي يمكنه التقرب من المتطرف الصومالي، اضطر مكتب التحقيقات الفيدرالي آنذاك إلي تسريب معلومات كثيرة إلي كبريات الصحف الأمريكية مثل: »ذي كريستيان ساينس مونيتور« تحكي ما حدث ودار علي مدي 15 شهراً خصصها عملاء بمكتب التحقيقات لهذه القضية بدءاً بالشبهات التي أحاطت بتصرفات وعلاقات الشاب الصومالي بعدد من المسجلين لدي ال (FBI) كمتعاملين ومتعاطفين مع تنظيم »القاعدة« الإرهابي. وتحوّلت الشبهات إلي معلومات عندما أسفرت المراقبة السرية علي مدار الساعة عن اتصالات إلكترونية تمت بين »محمد عثمان محمود« وبين شخص مجهول الهوية يقيم في منطقة »خيبر باختونكاوا« في شمال غرب باكستان. في أحد تلك الاتصالات طلب الشخص المجهول في باكستان من »محمد عثمان« أن يتصل مع كادر أعلي من المتشددين الإسلاميين، وأعطاه عنوان بريده الإلكتروني. وبالفعل.. سارع الشاب الصومالي/الأمريكي بالاتصال ب»الكادر« مستخدماً عنواناً غير العنوان الذي أُعطي له! ولسوء حظ »محمد عثمان« أنه لم يتنبه لخطئه، مما أتاح فرصة ذهبية، غير متوقعة، لمكتب التحقيقات الفيدرالي للقيام بالرد علي »محمد عثمان« منتحلاً شخصية المجهول الثاني أحد كوادر »القاعدة«« الذي راسله الشاب الصومالي علي عنوان غير عنوانه! خلال الفترة من بداية يوليو إلي نهاية نوفمبر2010 نجح عملاء ال (إف بي آي) في الاتصال بالمتشدد »الغشيم« المقيم في الولاياتالمتحدة 8 مرات، تبادل الطرفان خلالها الكثير من الآراء، والأفكار، والاقتراحات.. التي أدت في النهاية إلي اقتياد »محمد عثمان « بسهولة وسلاسة منقطعة النظير إلي الجلوس علي »كرسي الاعتراف«.. مع الاعتذار للفنان العظيم الراحل: »يوسف بك وهبي«! لم يصدق ضابط مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي ينتحل شخصية كادر إرهابي في تنظيم القاعدة سمعه عندما فاجأه »الإرهابي مع وقف التنفيذ« المدعو: محمد عثمان محمود كاشفاً عن فكرة »تلف وتدور« داخل رأسه، منذ فترة طويلة، ولم يستطع بلورتها وتحديد خطوات تنفيذها .. حتي الآن. ولم ينتظر أن يُسأل عن تفاصيل فكرته، وإنما بادر من تلقاء نفسه بالكشف عنها قائلاً: »أريد أن أوجه ضربة إلي الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي، لا تقل في خسائرها وضحاياها عن الخسائر والضحايا التي منيا بها في هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 علي نيويورك و واشنطون!«. وبالطبع.. لقيت هذه »الفكرة« ذهولاً، وترحيباً.. في الوقت نفسه، من ال (إف بي آي). الذهول من توحش صاحب الفكرة، والترحيب بالإيقاع به قبل ارتكابه الجريمة العظمي. وبعد أخذ و رد، واختيار مسرح الجريمة في هذا الموقع أو ذاك، تم الاتفاق بين الجانبين علي انتهاز فرصة تدفق سكان المدينة التي يقيم فيها الشاب »الإرهابي« علي أوسع ميادينها للاحتفال بإضاءة »شجرة بابا نويل« العملاقة، ليفجر فيهم وفيها وفي كل ما يمثلهما سيارته التي تم تفخيخها مسبقاً! .. ونواصل غداً.