يوم الأربعاء الماضي أعلنت السلطات الأمريكية في »بالتيمور« إلقاء القبض علي أمريكي من أصل لاتيني، واعتنق الدين الإسلامي منذ فترة بتهمة التخطيط لتنفيد عملية إرهابية أمام أحد مقار استقبال المجندين العسكريين في »ميريلاند«. تبين أن المتهم كان قد فاتح ثلاثة أشخاص متفرقين، محاولاً إقناع أحدهم بمشاركته في تنفيذ العملية »الجهادية«، لكنه فشل في إقناعهم: الواحد بعد الآخر. لم ييأس »الجهادي« وإنما واصل بحثه وتنقيبه بين معارفه والغرباء عنه عن شخص يقبل مشاركته في تفجير الأرض ومن عليها، إلي أن نجح أخيراً في العثور عليه. الطريف أن هذا الشخص كان في الحقيقة:»عميل سري« ل FBI مكتب التحقيقات الفيدرالي! ونفس الأسلوب اتبعته ال (إف بي آي) مع شاب من أصل صومالي علي صلة بتنظيم القاعدة ونجحوا في اعتقاله 26نوفمبر الماضي قبل أيام من قيامه بتفجير سيارة مفخخة وسط الزحام المتوقع لمئات المحتفلين بشجرة »بابا نوبل« في »بورتلاند«. إحدي جماعات المجتمع المدني في الولاياتالمتحدة وجدت في قيام المباحث الفيدرالية بدس عملاء سريين للإيقاع بالمواطنين، دليلاً علي تورطها في اتخاذ وسائل تحريضية، واجراءات غير قانونية. ودافع مكتب التحقيقات الفيدرالي عن أسلوبه في »استخدام العملاء السريين كمجاهدين إسلاميين مزيفين« أدي إلي إحباط الكثير من الهجمات الإرهابية، ولولاه لإزداد عدد ضحاياها من المواطنين الأمريكيين. دفاع مكتب التحقيقات عن أسلوبه، أثار شهية الإعلام في البحث عن كيفية نجاح عملاء في إختراق خلايا متطرفة وإقناع القائمين عليهم بقبولهم كمجاهدين في سبيل القيام بهجمات إرهابية ضد مواقع حيوية في البلاد وقتل من بداخلها أو حولها؟! العالمون ببواطن الأمور نفوا وجود »جماعات إرهابية منظمة« علي غرار »الجهاد الإسلامي« و »القاعدة« داخل الولاياتالمتحدة، و معظم من تمت ملاحقتهم هم من صغار السن الذين عرفوا بانطوائهم علي أنفسهم، ويعانون من مشاكل عديدة: مادية، ونفسية، واجتماعية. وغالبية ما خططه، أو نفذه، هؤلاء من هجمات، أو تفجيرات، أو اعتداءات كان تصرفاً فردياً، أو بتأثيرات مسبقة مما سمعوه في مجالس، و شاهدوه علي قنوات فضائية إسلامية، و قرأوه علي مواقع النت التحريضية. ولهذه الأسباب فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي ليس في حاجة إلي عملاء يتم دسهم في خلايا، وتنظيمات، إرهابية وهو ما يحتاج إلي الكثير من التخطيط ، والجهد، وأهمها أن قيادات تلك الأنظمة المحترفة هم عادة من العرب، وبالتالي يتطلب من العميل المندس أن يجيد اللغة العربية، وإحدي لهجاتها المحلية، إجادة تامة حتي يحظي بالقبول لديها. والأمر يختلف كثيراً بالنسبة »للمجاهدين« الفرادي الذين تتصدي لهم السلطات الأمنية الأمريكية. إن »مجاهداً« واحداً، أو اثنين، أو ثلاثة.. يسهل علي العميل المندس خداعهم، ومسايرتهم، ثم الإيقاع بهم قبل تنفيذ جرائمهم. وتضيف المعلومات المتوافرة عن العملاء المندسين، قائلة: »إن المجاهدين المتطرفين يتوجهون إلي الولاياتالمتحدة من دول مختلفة اللغات، واللهجات، والجنسيات.. وبالتالي يكفي ال (إف بي آي) أن توفر عملاء متنكرين كجهاديين متطرفين يتحدثون تلك اللغات، دون الحاجة إلي إجادتها بنسبة100٪، وإن كان مكتب التحقيقات يفضل أن يختار هؤلاء المندسين من ذوي الجذور، والملامح، من دول: جنوب/شمال القارة الآسيوية، وشمال أفريقيا، والشرق الأوسط. اللغات، والملامح، وألوان البشرة، ليست فقط المطلوبة في صفات عميل ال (FBI) الذي ينتظر دسه لدي المتطرفين الفرادي الذين يخططون للقيام بهجمات إرهابية لتدمير منشأة، وتمزيق أجساد عشرات ومئات الضحايا. هناك مواصفات أخري يشترط توافرها، وإضافتها. .. ونواصل غداً.